إقرأ أيضا

إقصائيات أولمبياد باريس: المغرب ينتصر على تونس ذهابا (1-2 )

انتصر المنتخب المغربي لكرة القدم للسيدات على نظيره التونسي، بهدفين لواحد، في المباراة التي جمعتهما اليوم الجمعة في تونس، برسم ذهاب الدور الثالث (قبل الأخير) من التصفيات المؤهلة للألعاب الأولمبية باريس 2024، والمرتقبة في الفترة…

ملاعب رياضية بالجملة..وسيدات رياضيات قلة

المرافق الرياضية المقامة في الهواء الطلق هي ملاعب متعددة الرياضات، يتم بناؤها في المناطق الحضرية وهي متاحة للجميع. بيد أن الحقيقة الثابتة هي أن مرتاديها هم من الذكور فقط، أما عن الفتيات، فلابد لهن من الحجز والترتيب حتى تجدن لأنفسهن مكانا في هذه الملاعب.
ملاعب رياضية بالجملة..وسيدات رياضيات قلة
Photo by JEAN-PIERRE CLATOT / AFP

بدولة فرنسا ومنذ عام تحديدا، أطلقت السلطات التنفيذية خطة لبناء 5000 منشأة محلية تتكون من حدائق تزلج، وملاعب متعددة الرياضات. علاوة على فضاءات للتمرن على رفع الأثقال، وهي ملاعب مفتوحة في وجه الجميع. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: من بالفعل سيستخدم هذه المنشآت؟

بالطبع، هذا الموضوع ليس جديدا.

تقول إيديث مارويولس، المتخصصة في جغرافية الجنسين “إن تخطيط المساحات العامة يستجيب لمعايير الرجال”. مارويولس أنجزت حول هذا الموضوع دراسة في منطقة جيروند الفرنسية منذ عدة سنوات وأظهرت دراساتها أن هذه الأماكن، كان المستفيد منها بنسبة 90٪ أو أكثر هم الرجال، مثلها في ذلك مثل ساحة اللعب المدرسية.

وتقول ليلى مرعي العضوة في جمعية “سين كوا نان” التي تعزز المساواة في الأماكن العامة وتحارب العنف الجنسي والعنف القائم على أساس نوع الجنس، ” في المرة الأولى التي وصلت فيها إلى الملعب مع ثلاث فتيات، قلنا، نحن هنا للعب كرة القدم، قال الأولاد، هذا هراء، الفتيات لا يلعبن كرة القدم! اذهبن إلى الملعب الصغير في الخلف”.

“متى تنتهين من اللعب؟”

تهدف هذه الجمعية “للسيطرة على الشارع”، وهي تنتفع ببعض الأماكن المحجوزة لها في ملاعب باريس وضواحيها. ومن ثمّ، تقوم الجمعية بالتنسيق مع مسؤولي المركز الاجتماعي كي تتمكن الفتيات الصغيرات والمراهقات من ممارسة لعبة كرة القدم في ملعب “ريفردي” الواقع في الحي 19 في باريس؛ وتشرف عليهن مدربتهن فانتا، البالغة من العمر 16 عامًا، والتي “تسعى الى نقل خبرتها في كرة القدم” وفق قولها.

أما الكبيرات، الاتي تتراوح أعمارهن بين 13 و14 سنة مثل فاتو أو يايي أو هايدي أو مايفا، فهؤلاء يلعبن الآن في الأندية، وتتنافس الصغيرات عليهن من أجل ضمهن إلى فرقهن في الملعب.

استطاعت الجمعية منذ عام ونصف، من تثبيت أقدامها في الملعب. هذا لا يمنع بعض الأولاد الصغار من التململ ورفع رؤوسهم ثم السؤال بصوت خفيض «متى تنتهين من اللعب؟». في نهاية الدورة، يتم دمج الأولاد في الفرق.

ولكن بدون إشراف ومراقبة، لن تكون هناك فتيات يلعبن في هذا الملعب.

بالنسبة لسيسيل أوتوغالي، المحاضرة في تاريخ الرياضة، فإن هذه المرافق تُعَدّ “مثالا نموذجيا للنوايا الحسنة التي قد لا تحقق الأهداف التي أُنْشِأت من أجلها”، أي كونها مفتوحة للجميع، كما أوضحت مؤخرًا في ندوة عقدها المرصد الوطني للنشاط البدني والسلوك المستقر (أونابس).

وتوصي أوتوغالي بالتالي بأنه “يجب على السلطات المحلية أن تراعي هذا الأمر وتتابعه وتضع له آليات للتنظيم”.

“أوقفوا بناء الملاعب في المدن”

بما أن هذه الملاعب مفتوحة ومتاحة للمواطنين، فإنّ “ممارسة اللعب فيها مقتصرة على الذكور فقط”، كما يشير بيير رابادان، المساعد الرياضي في دار البلدية في باريس. ويضيف قائلا لوكالة فرانس برس بأن “الدعم والانتفاع هما ما سيحدثان التغيير المطلوب”. من هنا جاءت فكرة تقديم المساعدات للاتحادات في كرة القدم أو كرة السلة أو كرة اليد لتشجيع الفتيات على النزول الى الملاعب.

كما قام فنانون بتجديد بعض المرافق، ويوضح رابادان في هذا السياق “وفقًا للجمعيات والمستخدمات، فإن أرضاً بها لمسة فنية تجلب اللاعبات واللاعبين وتحثهم على احترام المكان وعلى اللعب المختلط”. كما تلعب مسألة الإضاءة واختيار الملعب في الأماكن العامة، دورًا هاماً أيضًا.

أما إديث مارويولس فتقول: “يجب أن نتوقف عن إنشاء الملاعب في المدن! ” وتشير إلى فشل محاولات سابقة لممارسة اللياقة البدنية في الهواء الطلق.

وتضيف “يجب أن تكون المرأة رياضية وأن تتوافر الأعداد الكبيرة منهن”. والطريق طويل لتقطعه النساء اللواتي “لا دور لهن منذ ولادتهن إلا تجميل المكان ” و “لا يتم تمكينهن أبدًا كرياضيات”.

في كتابها “جسد النساء، معركة الحميمية”، تشير كاميل فرويديفو ميتيري، أستاذة العلوم السياسية، الى نص الفيلسوفة الأمريكية إيريس ماريون يونغ بعنوان ” ارمي مثل الفتاة” فتقول إن النساء “يعتبرن أجسادهن شيئاً يجب عليهن الاهتمام بمظهره، فهو بالنسبة لهن أداة ضرورية في علاقات الحب والأمومة، ولا يتعاملن مع أجسادهن على أنه قوة قادرة على التنفيذ أو تحقيق الهدف “.

Twitter
Email
Facebook
LinkedIn
Pinterest