إقرأ أيضا

في اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري.. الرياضيات غائبات إعلاميا

كشفت دراسة نشرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن أنّ 60٪ من محترفي الرياضة هم من الرجال. وتَظْهَر هذه الفجوة في الممارسة الرياضية بل وفي تفاوت التغطية الإعلامية للأحداث الرياضية النسائية. لذا فإن اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري المصادف ل 21 مارس من كل سنة، يمثل فرصة لتسليط الضوء على ضعف تمثيل وسائل الإعلام للمرأة الرياضية.

في العديد من المجالات، تعتبر قنوات الاتصال أمر ضروري لضمان الاستمرارية والجودة للقطاع ذي الصلة. وينطبق ذلك على الرياضة. ومع ذلك، هناك تفاوت كبير بين التغطية الإعلامية لرياضة الرجال وبين تغطيتها للرياضة النسائية. هناك العديد من الأسباب (غير المبررة) وراء تركيز وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية واهتمامها بالرياضة الذكورية على حساب الرياضة النسائية، نذكر من بينها سببين رئيسيين، أولهما نسبة الرجال المرتفعة الذين يمارسون الرياضة وثانيهما التحيزات التي تعتبر هذا المجال مخصصًا للرجال دوناً عن النساء.

التمثيل الضعيف للرياضيات في وسائل الإعلام

شهدت الرياضة النسائية خلال العقود الأخيرة زخماً كبيراً بفضل الانتصارات المتعددة التي حققتها النساءٌ من ذوات المهارات والإمكانيات الرائعة. وعلى الرغم من ذلك، لا تزال رياضة الرجال تهيمن على المشهد الإعلامي. غير أنه، كلما قل ظهور النساء في وسائل الإعلام الرياضية، كلما قلّ استقطاب الرعاة وجذبهم من أجل وضع استراتيجية للتسويق لفريق نسائي أو لرياضية.  ولهذا السبب، تقْبع الرياضة النسائية في معظم بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحت مظلة وضعٍ شبه احترافي.

كما كشفت دراسة استقصائية أُجْريت على النساء في 108 دولة أن التقارير الرياضية تضمنت 11٪ فقط من النساء في مقابل 89٪ من الرجال.

لا تحظى الرياضة النسائية بالتغطية الإعلامية اللازمة، زد على ذلك أنه غالبًا ما تُقارن إنجازات الرياضيات بأداء الرجال في المجال الرياضي. يبدو الأمر كما لو أن النموذج الذكوري هو القاعدة التي يُقاس عليها، وهذا من شأنه توسيع الفجوة بين الرجال والنساء في عالم الرياضة. كما نشرت منظمة اليونسكو تقريراً لها حول المساواة بين الجنسين في وسائل الإعلام الرياضية، استنكرت فيه انخفاض معدل إعادة بث الرياضات النسائية على الشاشات، وأضافت أن “التغطية الرياضية تلعب دورًا قويًا في تشكيل الأعراف والقوالب النمطية الجنسانية”. ولتغيير العقليات وإعطاء الرياضة النسائية المكانة التي تستحقها في قلب المجتمع، يتضّح جلياً ضرورة الاستثمار في مجال التغطية الإعلامية للرياضة النسائية. بدون ذلك، سيظل عالم الرياضة يعاني من التمثيل غير المتكافئ في الهيئات القيادية وانعدام التوازن بين تواجد الجنسين في بعض المسابقات.

بالرغم من التحسن الطفيف الذي يشهده عام 2023، تظل الفجوة قائمة بين الرجال والنساء في عالم الرياضة. يأتي هنا دور الخدمة العامة لتقوم بالمسؤولية التي تقع على عاتقها في هذا المجال.

 

 

 

Twitter
Email
Facebook
LinkedIn
Pinterest