إقرأ أيضا

دانيا النتشه.. ملاكمة أردنية ومدافعة شرشة عن حقوق الرياضيات

في السنوات الأخيرة، أنتجت الأردن العديد من الرياضيات في الفنون القتالية بكل أنواعها ومنها الملاكمة. هذه الرياضة تمارسها العديد من الأردنيات ومنهن من ذهبت بعيدا وشاركت في البطولات المحلية والدولية كالملاكمة دانيا النتشه. عوائق عدة وقفت في وجها، لكنها قاومت حتى غدت من خيرة الأردنيين الذين ارتدوا قفازات الملاكمة، زيادة على أنها كانت من الذين وقفوا في وجه التحرش باللاعبات في الوسط الرياضي.
دانيا النتشه.. ملاكمة أردنية ومدافعة شرشة عن حقوق الرياضيات

“الملاكمة وسيلة للتعبير عن قوة المرأة. لطالما كانت شغفا بالنسبة لي، وأسلوب حياة. إنها تجسد جزء من شخصيتي”، بهذه الكلمات تصف الملاكمة الأردنية دانيا النتشه رياضة الملاكمة، والتي بدأت في ممارستها في سنة 2018. حينها كان “الإقبال ضعيفا”، وفق تعبير دانيا، على الملاكمة التي كان يعتبرها جزء مهم من المجتمع، رياضة عنيفة ولا تليق إلا بالذكور.

مع مرور السنوات، فندت البطلة الأردنية هذه الفكرة وذلك بعملها المستمر وبفضل تحقيقها لألقاب متنوعة ولا سيما منها الدولية. ففي عام 2019، توجت ببرونزية بطولة زغرب للملاكمة سيدات في وزن أقل من 60 كلغ، ناهيك عن أنها في سنوات مختلفة توجت بأربع ذهبيات في بطولة المملكة الأردنية للملاكمة في نفس الوزن. هذه النتائج، جعلتها رقما صعبا في الساحة المحلية والقارية، مما رفع من سقف طموحاتها.

علاقة دانيا بالرياضة ليست جديدة، ففي عام 2014 شرعت في ممارسة الفنون القتالية المختلطة، أي أنها تجيد القتال باليدين والقدمين وعلى الأرض. مارست الكيك بوكسينغ، وفن الدفاع عن النفس والمواي تاي، علاوة على أنها تهتم بلياقتها البدنية باستمرار كي تحقق ما تطمح إليه، وهو اللعب خارج الأردن كي تأخذ الخبرة اللازمة وتلعب في أعلى المستويات.

تقول في هذا الخصوص: “لا أشعر بأنني أحصل على الاهتمام الكافي في التدريبات مثل بقية الشباب وشعرت بأنني لم أتلق الدعم والثقة الكافيين”. لهذا السبب قررت دانيا البحث عن آفاق أخرى خارج دولة الأردن، والغاية من ذلك إشباع الطموح واللعب في مستوى أعلى، ولم لا خلق الاستثناء واللعب في أكبر المسابقات الدولية الخاصة بالملاكمات.

دانيا النتشه.. ملاكمة أردنية ومدافعة شرشة عن حقوق الرياضيات

التحرش في عالم الملاكمة

كما لا تكف عن البحث عن آفاق جديدة في عالم الرياضة، تستمر دانيا في الدراسة وإنجاز أبحاث تخدم الرياضة النسائية. في بحث التخرج للحصول على شهادة الإجازة في تخصص التصميم الجرافيكي الذي كانت تدرسه، أنجزت بحثا حول الاعتداءات التي تطال الرياضيات من قبل مدربيهن وتأثير ذلك على صحتهن النفسية والبدنية. وركزت في المادة التي أعدتها عن التحرش الجنسي بمختلف أنواعه.

“خلصت في بحثي إلى أن التحرش موجود بنسبة نوعا ما كبيرة في الوسط الرياضي، وأغلبه غير ملحوظ من قبل الضحية”، تقول صاحبة البحث الملاكمة دانيا النتشه، التي أنجزت البحث في الموسم الدراسي لسنة 2021/2022.

خلال تجربتها الرياضية الممتدة لعدة سنوات في عالم الفنون القتالية، لاحظت وجود اعتداءات من قبل المدربين على اللاعبات. “سمعت الكثير من القصص، وشاهدت الكثير من المواقف، وأردت مساعدة الرياضيات، وأن أنشر الوعي في صفوفهن. الكثيرات يتعرضن للتعنيف والتحرش في الرياضة دون أن يدركن ذلك”، تقول دانيا لمنصة  تاجة سبورت.

ولمحاربة الداء، صممت دانيا النتشه، على إطلاق حملة توعية في صفوف الناس عموما والرياضيات خصوصا، لإيقاف استنزاف الرياضيات اللواتي يتعرضن للعنف والاعتداء بشتى أنواعه. إنها نموذج للرياضية التي تضع يدها على الداء، وتحاول تعطيله وإيقاف تمدده من خلال إنجاز بحث أكاديمي ثمين يكشف ما كان خلف الستار. فهل سيتوقف النزيف يا ترى، وتمارس الرياضيات لعبتهن المفضلة في أمن وأمان؟

Twitter
Email
Facebook
LinkedIn
Pinterest