إقرأ أيضا

ميار شريف… البطلة التي ستعيد الأضواء إلى رياضة التنس في مصر

أصبحت ميار شريف عام 2020 أول لاعبة مصرية (وثاني عربية بعد التونسية أنس جابر) تصل إلى مباريات الجدول الرئيسي في بطولات الغراند سلام، وثاني مصرية تحقق هذا الإنجاز منذ ٤٤ عاماً بعد أسطورة التنس المصري إسماعيل الشافعي. اهتمام الجمهور المصري كان كبيرا رغم ضعف شعبية رياضة التنس لدى الجماهير التي تفضل كرة القدم.

احتفت وسائل الإعلام العربية والعالمية بأداء اللاعبة المصرية التي صنعت التاريخ على الرغم من حداثة عهدها بمنافسات رابطة محترفات التنس (WTA). فقد عنون موقع “ياهو”: “بليسكوفا تعاني أمام اللاعبة المصرية الوافدة الجديدة على البطولة”. بينما أشارت صحيفة “ليكيب” الفرنسية إلى إن التشيكية كارولينا بليسكوفا بدت خائفة في مباراتها أمام اللاعبة المصرية”. وقالت صحيفة “الجارديان” الإنجليزية: “سنرى المزيد من ميار شريف في الأعوام المقبلة، وسيكون من الرائع إن ألهمت المزيد من اللاعبين المصريين والأفارقة لكي يحذو حذوها”.

ولادة أسطورة

ولدت ميار شريف في القاهرة ونشأت في إسبانيا مع شقيقاتها الثلاثة، ثم سافرت لدراسة الطب الرياضي في الولايات المتحدة حيث تخرجت من جامعة ببردين في عام 2018. فازت ميار بأول لقب لها في بطولات الاتحاد الدولي للتنس (ITF) عام 2013، وصعدت إلى الرقم 10 في تصنيف الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات الأمريكية (ITA).

تألقت اللاعبة ذات الأصول المصرية في البطولات الجامعية الأمريكية، حاصدة عددا كبيرا من الألقاب في البطولات الفردية. اختيرت لاعبة العام على أكثر من صعيد، أبرزها في مؤتمر الساحل الغربي عام 2018. كما حققت إنجازًا في تاريخ جامعتها بعدما أصبحت رابع لاعبة في تاريخ جامعة ببردين تصل إلى نصف نهائي بطولة الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات. هي التي صنفت كثالث أفضل لاعبة تنس في تاريخ ببردين بعدما أنهت عامها الأخير بالجامعة بـ 19 فوزًا مقابل هزيمة واحدة فقط.

من الجدير بالذكر أن ميار شريف كانت خارج التصنيف العالمي في بداية عام 2019. لكنها سرعان ما حققت ستة ألقاب في دورة كرة المضرب للسيدات محققة 71 فوزًا مقابل 17 هزيمة، منها سلسلة من الفوز المتتالي وصلت إلى 26 مباراة بـ 46 شوطًا لتقفز إلى المركز 212 عالميًا.

الطرق إلى طوكيو

في أغسطس 2019، تأهلت ميار شريف إلى دورة الألعاب الأوليمبية بطوكيو بعد فوزها بذهبية دورة الألعاب الإفريقية التي أقيمت في المغرب. وفي فبراير 2021 نجحت في الوصول إلى المركز 114 عالمياً.

في أغسطس 2020، شاركت ميار شريف في أول مباراة في الجدول الرئيسي في البطولة الدولية في براغ في منافسات رابطة تنس السيدات (WTA)، وفي نفس العام تأهلت لخوض بطولة رولان غاروس. وفي يناير 2021، تأهلت شريف لخوض مباريات الجدول الرئيسي في بطولة أستراليا المفتوحة محققة إنجازا تاريخيا جديدا، لتصبح أول مصرية تفوز بمباراة في الدور الأول في بطولة غراند سلام عندما أقصت الفرنسية كلويه باكية.

صرح إسماعيل الشافعي، أسطورة التنس المصري ورئيس الإتحاد المصري للتنس أن تأهل ميار شريف ومواطنها محمد صفوت (المصنف المصري الأول في تنس الرجال) لدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو قد أحدث طفرة في التنس المصري من شأنها إعادة الأضواء مرة أخرى إلى اللعبة.

كما عبر الشافعي عن سعادته بشأن فوز ميار شريف في مباراة الدور الأول من الجدول الرئيسي في بطولة أستراليا المفتوحة، آملاً أن يدفعها الدعم الجماهيري الهائل على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تحقيق المزيد من الإنجازات. وقد أعرب عن تفاؤله من أن تحقيق ميار للأرقام القياسية وأدائها المشرف في البطولات العالمية من شأنه إلهام الناشئين والناشئات في مصر، قائلاً: “ميار أصبحت قدوة للناشئين، ودافعا لهم ليستمروا في اللعبة، فشعبيتها حاليا وتحقيقها لمزيد من الإنجازات، يؤكد أن من يجتهد في أية لعبة حتى لو كانت ذات شعبية ضعيفة داخل مصر، سينتصر في النهاية، وسيلقى التقدير الذي يليق به من الجمهور”.

مستقبل التنس النسائي في مصر

ولعل أهم إيجابيات إنجاز شريف التاريخي هذا وتزايد شعبيتها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، تتمثل في تنامي شعبية رياضة التنس ولاسيما الجانب النسائي منها في مصر الذي طالما شهد إهمالاً إعلامياً وجماهيرياً. 

قد يكون الاهتمام الإعلامي الهائل الذي تشهده ميار في الوقت الحالي، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو من قبل وسائل الإعلام المحلية والعالمية، دافعاً وحافزاً للاعبات كرة المضرب النسائية المصرية لمواصلة الاجتهاد ورفع سقف أحلامهن، فهن يأمنن اليوم أن ما حققته ميار ليس مستحيلاً. 

في السابق، كانت رياضة كرة المضرب النسائية تتعرض لإهمال وتجاهل إعلامي وجماهيري مما أثر بالسلب بدون أدنى شك على أداء ومعنويات جميع أطراف اللعبة من لاعبات وطواقم تدريبية وما إلى ذلك.

ويبقى السؤال الآن هو: ما الذي تحتاجه رياضة التنس وبالأخص الجانب النسائي منها في مصر حتى تكون هناك عدة فتيات مثل ميار شريف؟ وفي ذلك الشأن صرح الكابتن إسماعيل الشافعي أن مصر تتطلع إلى استضافة بطولة دولية كبرى على أرضها مشيراً إلى أن الدولة كان تستضيف بالفعل في السابق بطولة مصر الدولية. وفي هذا الإطار، أضاف الشافعي أن المشكلة الأولى هي عدم توافر ملاعب رئيسية لاستضافة هذه البطولات، موضحاِ أن الدولة بصدد إنشاء ملعب رئيسي مطابق للمواصفات العالمية وجارٍ الاتفاق مع مسؤولي نادي الجزيرة لتنظيم بطولة مصر الدولية العام المقبل على ملاعبهم. 

أما المشكلة الثانية فهي تتمثل في ندرة وقلة الموارد وجارٍ حاليا فتح خط اتصال مع رجال الأعمال ومسؤولي وزارة الرياضية حتى يتم توفير رعاة لهذه البطولة نظرا للتكلفة العالية. وعن إمكانية إنشاء ملاعب عشبية بجانب الملاعب الرملية أوضح رئيس اتحاد التنس في تصريحاته أنه “من الصعب جدا تحقيق ذلك بسبب التكلفة العالية، لكون المناخ في مصر لا يناسب هذه الملاعب”.

هذا وقد توقع رئيس اتحاد التنس المصري أن هناك لاعبات عدة سيحاكين تجربة ميار شريف مستقبلا، كون مشروع استضافة مصر لبطولات محلية ودولية سيساهم حتما في تطوير اللعبة.

Twitter
Email
Facebook
LinkedIn
Pinterest