إقرأ أيضا

الجزائرية لامية طاهرين.. أول حكمة دولية في الكرة الحديدية

عشقت اختصاصا كان في الماضي القريب حكراً على الرجال، فجعلت لنفسها مكانا بينهم، مقدمة أحسن ما لديها على مضمار الكرة الحديدية. الجزائرية لامية طاهرين، اختصت بالرافل أو كما تسمى المطثة أو البيتانك باللغة الفرنسية، إلى أن تمكنت من المشاركة في بطولات قارية ودولية.

للجزائرية لامية طاهرين مسيرة رياضية مميزة كللتها بجوائز من المستوى العالي. رغم المشاكل ونقص الإمكانيات وصعوبة تقبل محيطها، استطاعت لامية ممارسة العديد من الرياضات وتألقت فيها. بعد ذلك تفوقت على منافساتها في رياضة الكرة الحديدية إلى أن حازت في اللعبة على شهادات في التحكيم.

وتعد الرافل من الرياضات التنافسية، ونشأت في بلدة لاسيوتا الواقعة جنوب فرنسا عام 1907. وتجمع هذه اللعبة بين التركيز والتنسيق الحركي، كما تصنف في خانة الرياضات القليلة التي تمارسها النساء مع الرجال في نفس المجموعة.

مشوار رياضي مليء بالتجارب

عشق لامية طاهرين للرياضة، جعلها تمارس رياضات مختلفة منذ صغرها. “كان علي أن أحقق حلمي وأصبح بطلة مستقبلاً. مارست رياضة ألعاب القوى، غير أن مسيرتي توقفت فور التحاقي بالثانوية”، تروي لامية، الفائزة بمختلف البطولات المحلية، لمنصة تاجة سبورت.

وقع اختيارها بعد ذلك على رياضة كرة اليد والطائرة وكرة القدم، لكنها في سنة 1997 قررت ممارسة رياضة الكرة الحديدية. وشكلت مع شقيقتها فريقا واحدا ونافستا سويا في البطولات آنذاك. وبعد سنة تم استحداث اختصاص الرافل من طرف الاتحاد الجزائري لتلتحق الجزائرية بنادي اتحاد بسكرة.

الجزائرية لامية طاهرين.. أول حكمة دولية في الكرة الحديدية

خلال مسيرتها مع رياضة الرافل، زاوجت طاهرين بين ثلاثة مناصب في آن واحد. تقول في هذا الخصوص: “بعد تجربة مع عدة أندية كللت بالنجاح، ونيلي كأس الجزائر ولقب اللعبة الكبرى، عدت إلى مسقط رأسي وتوليت رئاسة فرع الكرة الحديدية في الوفاق الرياضي البسكري. بقيت أنشط كلاعبة ومدربة في نفس الوقت، غير أن غياب الإمكانيات المادية ووسائل النقل، جعلني أضع حدا لمسيرتي كلاعبة عام 2018، وأختار طريقا آخر“.

حلم في المتناول

مشوار لامية كان مليئا بالمتاعب وحافلا بالإنجازات في نفس الوقت، واستطاعت أن توفق بين حياتها الشخصية والمهنية. “تمنيت أن أصير مدربة رافل. لم يسعفني الحظ لغياب مراكز تكوين في هذا الاختصاص بالجزائر، رغم أنني دربت الوفاق الرياضي البسكري”، تتحدث طاهرين بأسى عن هذه الفترة. مضيفة ” هذا هو السبب الذي دفعني لاختيار سلك التحكيم، ثم قمت بإيداع ملفي كي أصبح حكمة فيدرالية”. تنهي حكم الكرة الحديدة الجزائرية.

في نفس السياق، وخلال عام 2019، نجحت طاهرين في اختبار التحكيم الأول، وبعد ستة أشهر نالت شهادة حكم فدرالي. وفي وقت لاحق، وصلتها دعوة من تونس لإجراء معسكرٍ تحكيميٍ، حصلت فيه على شهادة من الاتحادين الإفريقي والدولي للعبة، لتصبح أول حكمة على مستوى العالم في رياضة الكرة الحديدة.

كانت لامية طاهرين حاضرة في البطولة الأفريقية التي جرت في الجزائر ماي من عام 2022. «في مثل هذه البطولات القارية، ينتاب المرء الخوف والارتباك، خاصة وأنك تحاول أن تكون حكما عادلا دون الوقوع في الخطأ. الجميع لم يبخل علي بالتشجيعات سواء من اللاعبين أو الحكام”. تحكي لتاجة سبورت، الحكم الدولية في رياضة الكرة الحديدية.

بعد هذا النصر، ضمنت مقعدا في لائحة حكام رياضة الكرة الحديدية في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط بالجزائر صيف 2022. زيادة على ذلك، تمكنت من المشاركة في دورة الألعاب الإسلامية التي أقيمت بتركيا في صيف نفس العام.

تدعو لامية طاهرين، بعد مشوارها الرياضي الطويل، إلى تسليط الضوء على رياضة الرافل وإيفائها حقها كبقية الرياضات. إنها تحلم بأن تلقى الرياضة المفضلة عندها رواجا كبيرا في صفوف الصغار والكبار. طاهرين لا ترغب في أن تكون الحكمة الوحيدة الجزائرية في هذه الرياضة، تريد من بقية الفتيات المضي على نفس نهجها، وإبهار العالم.

 

 

Twitter
Email
Facebook
LinkedIn
Pinterest