مباراة اليوم: نقطة تاريخية لجامايكا على حساب سيدات فرنسا

كان من المفترض أن تكون مباراة فرنسا والبرازيل يوم 29 يوليوز هي مباراة القمة في المجموعة السادسة، إلا أن سيدات جامايكا كذبن جميع التوقعات. فقد فرضت لاعبات لورن دونالدسون، بقيادة نجمة المنتخب خديجة شو، إيقاعا عاليا طيلة المباراة مع فرنسا.

المنتخب الجامايكي المصنف الـ 43 عالميًا، فرض نفسه على نظيره الفرنسي الذي يحتل المركز الخامس عالميًا، خلال قرابة 100 دقيقة من اللعب.

بداية صعبة للفرنسيات في المونديال

لم تتمكن سيدات فرنسا من تخطي ضغط زميلات خديجة شو خلال مباراتهن الأولى في هذا المونديال. حيث عرف الشوط الأول من المباراة هيمنة جامايكا. وبائت محاولة الفرنسيات لاستعادة السيطرة في الشوط الثاني بالفشل. ورغم حصول الزرق على عدة فرص لتسجيل أهداف، إلا أن هن لم ينجحن في بلوغ شباك الخصم.

كانت هذه المباراة أمام جامايكا محطة مهمة بالنسبة لسيدات فرنسا في سعيهن للفوز بلقبهن الأول. هذا وقد ضيعت الفرنسيات فرصة ذهبية لطي صفحة عقد من الصعوبات، كان آخرها رحيل المدربة كورين دياكر التي غادرت المنتخب الفرنسي أربعة أشهر فقط من بداية المونديال.

بعد خسارتهن أمام أستراليا في مباراتهن التحضيرية الأخيرة في ملبورن في 14 يوليوز، كانت سيدات فرنسا تطمح في تحقيق الفوز في هذه المباراة الأولى في دور المجموعات.

وقد اختار المدرب الفرنسي إيرفي رينار، تشكيلة جديدة بنظام 4-4-2 مع لاعبة ليون أمال ماجري والباريسية كلارا ماتيو على الجانبين في وسط الملعب. فيما ترك الثنائي جيورو-توليتي في المحور.

الثنائي أوجيني لو سومير و”كادي” دياني كان في قلب الهجوم لمحاولة قطع الطريق أمام سيدات جامايكا.

لعبت إستيل كاسكارينو فيما يخصها بدلاً من دي ألميدا في الدفاع. وقد انضمت في الخلف إلى قائدة الفريق وندي رينار، ومايل لاكرار، وساكينا كرشاوي. دفاع تعرض لضغط جامايكي مستمر طيلة المباراة.

نذكر أن المنتخب الفرنسي للسيدات غابت عنه عدة لاعبات رئيسيات بسبب الإصابة، بما في ذلك الجناح سلمى باشا، التي ارتجلت كاحلها ولن تعود إلا في مواجهة البرازيل يوم 29 يوليو في بريسبان. كذلك اضطرت المدافعة إليزا دي ألميدا أن تعلن عن انسحابها من مباراة فرنسا وجامايكا يوم قبل المباراة.

هذا وكانت المهاجمات ماري أنطوانيت كاتوتو ودلفين كاسكارينو، بالإضافة إلى لاعبة وسط الميدان أمندين هنري والمدافعة كريدج مبوكي في قائمة المصابات أيضا.

انطلاقة مشجعة لسيدات جامايكا

دخلت جامايكا المباراة بثقة وظلت اللاعبات تضغط على الفرنسيات طوال المباراة. لم تدخر الجامايكيات جهدًا، على غرار قائدتهن خديجة شو، التي كان في احتكاك متواصل مع الخصم حتى تلقت البطاقة الحمراء المؤدية لطردها في الدقيقة 90.

لعبت شو، التي خاضت مباراتها الدولية الـ 36 هذا الأحد، دورًا بارزًا على الرغم من أنها لم تتمكن من تسجيل أهداف أمام فرنسا.

للتذكير، سجلت مهاجمة جامايكا حتى الآن 56 هدفًا في مسيرتها مع المنتخب. وعلى الرغم من عدم قدرتها على الوصول إلى الشباك الفرنسية، إلا أن شو برزت بلعبها الرائع خلال هذه المباراة الافتتاحية.

وعند إصابة المهاجمة في الدقيقة 80، غادرت الملعب لمدة 5 دقائق قبل أن تعود تحت تصفيقات الجماهير. هي التي ستحرم من المشاركة في المباراة القادمة، والتي ستكون مصيرية، ضد بناما.

نجحت سيدات جامايكا في المحافظة على نسق عالٍ على الملعب طوال المباراة وضغطت على لاعبات هيرفي رينار بتمريرات محكمة. وهذا خير دليل على تطور مستوى الجامايكيات منذ مشاركتهن الأولى في نهائيات كأس العالم في 2019 (فرنسا). في تلك النسخة، لم يتجاوز المنتخب الجامايكي دور المجموعات خاسرا كل مبارياته. التعادل مع فرنسا يسمح للجامايكيات بالحلم بتحقيق أداء أفضل خلال هذه النسخة من المونديال.

مع مشاركة 32 منتخبًا، سيتأهل أول منتخبين من كل مجموعة إلى دور الـ 16.

تعيش لاعبات جامايكا في صراع مع اتحادهن الذي تلومنه على عدم التحضير الجيد للبطولة وتأخر دفع المكافآت المادية لهن. ومع ذلك، بدت الفرقة متحدة خلال اليوم الأول من مباريات المجموعة السادسة.

لورن دونالدسون، الذي عين مدربًا للمنتخب الجامايكي في يونيو 2022، لن يكتفي بالتأهل للمرة الثانية إلى كأس العالم. حيث تطمح جامايكا، التي حلت في المركز الثالث في بطولة كونكاكاف 2022، في أن تصبح جزءًا من النخبة العالمية.

مهمة هيرفي رينار

على المدرب رينار، الذي كانت هذه المباراة الخامسة له مع المنتخب الفرنسي، أن يرفع معنويات لاعباته بعد هذا التعادل السلبي، لتحسين أدائهن في المباريات المقبلة.

سيكون عمل هيرفي رينار على الجانب النفسي ضروريًا للغاية بعد هذه المباراة الافتتاحية.

فالكل يعول على “الساحر الأبيض” الذي التحق منذ أشهر بمنتخب كان يفتقد لقيادة حقيقية. وقد ركز في عمله وخطاباته وتفاعله خارج الملعب مع اللاعبات على الجانب النفسي. قوة كان تنقص المنتخب الفرنسي حتى الآن، هو الذي يسعى للفوز بلقب دولي لأول مرة.

مدرب المنتخب الفرنسي للسيدات كان صرح يوم السبت قبل مباراة: “سندخل في المسابقة بمباراة ليست بالسهلة”. إلا أن هيرفي رينار حاول التقليل من وقع نتيجة اللقاء في نهاية الشوط الثاني معلنا: “أتيحت لنا عدة فرص لكننا أخفقنا في ترجمتها إلى أهداف، أمام فريق لعب بكل قوته. لكن لازالت أمامنا مبراتان مهمتان. كل شيء سيكون على ما يرام”. يتبع…

تاريخ سيدات فرنسا مع كأس العالم

غالبًا ما كان أداء المنتخب الفرنسي لكرة القدم للسيدات مخيبًا في المونديال. حيث بلغت سيدات فرنسا المربع الذهبي مرة واحدة في نسخة 2011 بألمانيا.

كانت أول مشاركة لفرنسا في كأس العالم للسيدات عام 2003 في الولايات المتحدة، حيث تم إقصاء المنتخب النسوي آنذاك خلال دور المجموعات.

ثم بعد مرور ثمانية أعوام، عادت الفرنسيات لتحقيق ما يعتبر حتى الآن أفضل نتيجة لهن في المونديال. وذلك بعد بلوغهن الدور نصف النهائي بفوزهن على إنجلترا. وذلك قبل أن يتم إخراجهن من البطولة على يد الولايات المتحدة.

وفي كأس العالم في كندا عام 2015، تم إقصاء فرنسا في ربع النهائي بعد المباراة التي حسمت بركلات الترجيح على يد ألمانيا. وحتى عندما استضافت فرنسا كأس العالم عام 2019، ودع المنتخب الفرنسي البطولة في ربع النهائي، بعد هزيمة أمام سيدات الولايات المتحدة، اللواتي أصبحن بطلات العالم.

وعلى سيدات فرنسا الآن التعافي وتسجيل المزيد من الأهداف إذا أردن بلوغ صدارة مجموعتهن. المباراة القادمة ستكون ضد فريق شارك في التصفيات النهائية لكأس العالم تسع مرات. البرازيليات كن وصيفات بطلات العالم عام 2007.

هذا وعلى الجامايكيات أن يفزن بالمباراة القادمة والتي ستجمعهن بنظيراتهن من بنما، للحلم بتخطي دور المجموعات. منخب بنما للسيدات يشارك في كأس العالم لأول مرة في تاريخه. هو الذي يحتل حاليا المركز ال 52 عالميا.