إقرأ أيضا

أخيرا النساء الخليجيات في دورة الألعاب الخليجية الثالثة

بحفل بهيج يستحضر ثقافات دول الخليج العربي، افتتحت رسمياً الأحد الموافق 22 أيار/ماي، دورة الألعاب الخليجية الثالثة بالكويت 2022، والتي تعرف مشاركة الرياضيات الخليجيات لأول مرة. منذ انطلاق النسخة الأولى عام 2011 بالبحرين، ومرورا بالدورة الثانية عام 2015 والتي أجريت في المملكة العربية السعودية، عندها كانت المشاركة تخص الرجال الرياضيين فحسب. إلاّ أن التغيرات الاجتماعية التي شهدتها منطقة الخليج في أكثر من مجال أدت إلى أن تتواجد المرأة اليوم في هذا الحفل الخليجي، وأصبح بمقدور السيدات المشاركة بدورهن في أكبر تظاهرة رياضية خليجية، وإن كان عدد الرياضات أقل، إلاّ أنها خطوة للمرأة الخليجية.

بدت معالم النهضة الرياضية الكويتية-الخليجية بارزة في فقرات الاحتفال، احتفال أقيم على الملعب الرئيسي لأكاديمية (رافائيل نادال) في مجمع الشيخ جابر العبد الله الدولي للتنس. فلأول مرة ومنذ إطلاق الدورة قبل أكثر من 10 سنوات، تم الاحتفاء أمام العالم بالرياضة الكويتية، وبالعمل الرياضي الذي تقوم به دولة الكويت طوال السنين الأخيرة.

بمناسبة حفل الافتتاح، رحب الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بالوفود الرياضية القادمة، متمنيا أن تحقق البطولة الأهداف النبيلة المرجوة، وأن يرتقي اللاعبون المشاركون بمستواهم للمشاركة بقوة في البطولات العالمية.

في أي الرياضات ستشارك النساء؟

اللاعبات المشاركات في دورة هذه السنة بدولة الكويت تأتين من كل من: الكويت، سلطنة عمان، السعودية، الإمارات، قطر، والبحرين. يبلغ عدد الرياضيين والرياضيات المشاركين حوالي 1700 في 16 رياضة، وهي: كرة اليد، كرة الطائرة، كرة السلة، كرة القدم داخل الصالات، السباحة، ألعاب القوى والكاراتيه. بالإضافة إلى كل من الجودو، المبارزة، الرماية، التنس، الدراجات الهوائية، هوكي الجليد، كرة الطاولة، البادل، وأخيرا الألعاب الإلكترونية.

تشارك السيدات في سبع رياضات فقط وهي: كرة قدم داخل الصالات، والدراجات الهوائية. إضافة إلى ألعاب القوى، وكرة الطاولة، وكرة السلة (3×3)، والألعاب الإلكترونية والبادل. وتقام منافسات السيدات والرجال في 12 موقعا ما بين ملاعب وصالات ومضمار ومسبح. ويجب أن ننوه إلى أن كل هذه الفضاءات الرياضية مفتوحة بالمجان في وجه الجمهور طيلة أيام المنافسات من 16 إلى 31 ماي الجاري.   من الجدير بالذكر أن الدورة كانت قد تأجلت لمدة ثلاثة أيام، بعد إعلان وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان،

أخيرا النساء الخليجيات في دورة الألعاب الخليجية الثالثة
أخيرا النساء الخليجيات في دورة الألعاب الخليجية الثالثة

مكسب كبير لرياضة المرأة

وعن الأثر الرياضي للبطولة على سيدات الخليج، تقول المدير التنفيذي للجنة رياضة المرأة القطرية، آمنة القاسمي، إن دورة الألعاب الخليجية المجمعة بالكويت، مكسب كبير لرياضة المرأة الخليجية بوجه عام والقطرية بوجه خاص. مضيفة، أن الحدث يساهم في الارتقاء بمستوى اللاعبات، خاصة وأن هناك اهتماما إعلاميا عاليا بهذه الدورة.

وكان قرار إدخال الألعاب النسائية في هذه البطولة، جاء تماشياً مع النظام العالمي المعمول به في الدورات والبطولات الرياضية الشبيهة، بقرار من رؤساء اللجان الأولمبية الخليجية.

عن ذلك أفادت آمنة القاسمي في تصريح لتاجة سبورت: “يفرز هذا النوع من البطولات العديد من المواهب الخليجية. لقد أصبح لرياضة المرأة قاعدة كبيرة في منطقة الخليج. وفتيات المنطقة مهتمات بشدة بممارسة الرياضات، وهذا يساعد في تطعيم المنتخبات باللاعبات للمشاركة في المحافل الدولية”.

مكان المرأة الخليجية الطبيعي في الرياضة

المتابع لموقع تاجة يستطيع أن يرى الفضاءات الرياضية التي تتقدم فيها النساء الخليجيات رويداً رويداً، ويأتي ذلك بعد كثير من العمل المجتمعي، الذي ظهر في زيادة اهتمام الحكومات الخليجية بالرياضة النسائية في دول مجلس التعاون الخليجي خلال العشرين سنة الماضية. ففي كل الدول الخليجية تقريبا، هناك لجنة خاصة بالرياضة النسائية، تعمل على تنظيم الفعاليات والتظاهرات الرياضية لصالح المواطنات الخليجيات. علاوة على ما سبق، تضاعفت أعداد الرياضيات، وارتفعت أعداد الدوريات الوطنية النسائية في مختلف الرياضات.

ففي قطر، وحسب لجنة رياضة المرأة القطرية، لم تكن أي سيدة تمارس كرة القدم وألعاب القوى سنة 2001، بينما أصبح العدد 455 لاعبة كرة قدم، و390 لاعبة ألعاب قوى عام 2020. أما في السعودية، فهناك منتخب للسيدات في أكثر من 20 رياضة حتى حدود عام 2020.

أخيرا النساء الخليجيات في دورة الألعاب الخليجية الثالثة

في الإطار ذاته، وفي عام 2012، سجلت قطر أول مشاركة نسائية في دورة الألعاب الأولمبية بلندن. بدورها السعودية وفي نفس الدورة الأولمبية، سجلت أول ظهور نسائي لها بمشاركة لاعبة الجودو، وجدان السراجي عبد الرحمن، والعداءة سارة عطار.

من الدول التي تعيش نهضة في رياضات النساء في الخمس سنوات الأخيرة، السعودية/ حيث ارتفع إقبال السعوديات على ممارسة الرياضة. وتعود أسباب ذلك إلى سماح الدولة عام 2017 للفتيات بممارسة الرياضة في المدارس الحكومية. علاوة على ذلك، صدر مرسوم ملكي عام 2018، يسمح للعائلات بدخول الملاعب الرياضية، بعدما كان يمنع عليهم ذلك في وقت سابق.

لتأتي دورة الألعاب الخليجية هذه استكمالاً لما حققته المرأة الخليجية سابقاً، وباباً لمستقبل تستحقه نساء المنطقة.

Twitter
Email
Facebook
LinkedIn
Pinterest