إقرأ أيضا

سلمى، فارسة الصحراء

في المملكة العربية السعودية، تعد تربية الخيول العربية الأصيلة وممارسة الفروسية من أقدم العادات هناك. لكن نادرا ما تتجرأ النساء على امتطاء الأحصنة مراعاة لنظرات المجتمع عليهن. سلمى، وهي فارسة مغربية و فرنسية، مقيمة في السعودية، شغوفة بركوب الخيل، دفعها ذلك إلى كسر الحواجز الاجتماعية من أجل ممارسة هوايتها و بناء مسيرتها الرياضية.
سلمى، فارسة الصحراء

الملابس لا تصنع الفارسة. غالبا ما تمتطي سلمى حصانها مرتدية زيا أسودا ومتشبهة بأهل البدو. تعتاد على ارتداء فستان تقليدي بسيط و تتنقب بثوب غامق لا يظهرشيئا من وجهها سوى عينيها الثاقبتين المرسومتين بالكحل. 

و مع ذلك، لباسها لا يقلل شيئا من موهبتها و براعتها و خبرتها. فسلمى، في كل الأحوال، تمكنت من استقطاب عدد كبير من المتابعين و إثارة إعجابهم، فهي مشهورة على الإنستجرام باسم “الفارسة الأنيقة” ويتابعها أكثر من مليون شخص

على حسابها، تشارك الفارسة تجاربها و رحلاتها و مغامراتها حول العالم، تظهر و هي تقطع الصحاري و تتجول في السهول على ظهر فرسها.

من أجل تحقيق هدفها، تكشف الشابة سلمى لمجلة تاجة سبورت أنها واجهت تحديات كثيرة و تدربت بحماسة لكي تحسن أداءها و تكسب خبرة في هذه الرياضة.

هواية نشأت على الشاطئ

 كل شيء بدأ سنة 2014 حينما كانت تستمتع سلمى بعطلتها على شاطئ البحر في ماليزيا، وكانت تراقب فارسة تعدو على متن حصانها. هذا المشهد الذي أثار انتباهها وشد فضولها، جعلها تستعين بمدرب خاص لبضعة أيام. خلال هذه المدة القصيرة، تمكنت سلمى من تعلم أساسيات ركوب الخيل ثم واصلت التدريب بمفردها في صحراء دبي

هكذا اكتشفت الشابة هذه الرياضة التي سرعان ما تحولت إلى هوايتها المفضلة. اشترت الفارسة جوادا خاصا بها، و هوعربي أصيل ذو الدم الحار، فأطلقت عليه اسم سلمان. تروي أنه كان عنيدا و صعب التحكم، وبامتطاءه اكتسبت تقنيات الترويض و التدريب و القيادة، مما مكنها من تحسين مستواها.

اليوم، سلمى تقيم في المملكة العربية السعودية و تعمل كمهندسة، إضافة إلى أنها تقوم بتربية و بيع الخيول العربية الأصيلة. نجحت في بناء مسيرتها الرياضية و تحقيق حلمها، كما أسست ناديا للفروسية يسمى “رياض هورس” والذي يعتبر قبلة لعشاق الخيول لما يوفره من أنشطة مسلية. 

سلمى، فارسة الصحراء

تستقبل فيه فرسانا من كل بقاع العالم، بحيث بإمكانهم في نفس الوقت، أن يحظوا بمرافقة تدريبية و الإستمتاع بالجولات على ظهر الفرس،  ويكتشفون أثناء إقامتهم الثقافة العربية و يتأملون المناظر الطبيعية الخلابة.

 قدوة للنساء 

بالنسبة لسلمى، اندماجها في مجال الفروسية لم يكن بالأمر السهل في البداية. ووضحت في هذا الصدد أنها تعرضت لآراء سلبية عن مظهرها : “عندما كان الناس يرونني، كانوا يظنون أني لا أجيد ركوب الخيل مطلقا. لكن الآن، بعد ما أثبتت لهم قدراتي، لم يعودوا ينظرون إلي بتلك النظرة”. 

تحث الشابة المغربية النساء المنقبات على مزاولة هذا النوع من الرياضة. هي اختارت ارتداء اللثام حماية لهويتها و تسعى في الوقت ذاته إلى إثبات للمجتمع أن المرأة حرة و أن مظهرها الخارجي لا يشكل عائقا في تحقيق أحلامها أو ممارسة رياضة معينة.

 تقول سلمى: “لا تتميز الفارسة البارعة بشكلها أو أصلها و إنما بقدرتها على ضبط حصانها في الأماكن البرّيّة التي يتواجد فيها الخطر”. و أشارت إلى أن هذه الرياضة تلزم صبرا كثيرا و ثقة قوية في النفس و فوق كل شيء، يجب على الفارس أن يعتني بحيوانه مع مراعاة كل احتياجاته

بجانب الفروسية، تمارس الرياضية المغربية الرماية بالقوس على ظهر الخيل. تضيف قائلة: “إنها رياضة تتطلب تركيزا حادا و توازنا شديدا. فينبغي على الرامي أن يبني علاقة قوية مع جواده و أن يثق به”. 

من خلال منشوراتها على مواقع التواصل الإجتماعي، يخوض المتابعون رحلة عبر الزمن، فتنقلهم المشاهد إلى الماضي لإحياء أحداث تاريخيّة . تظهر الفارسة سلمى و هي تركض على ظهر حصانها ممارسة فن الرماية كمحاربة عربية قديمة. 

بهذا الشكل، متوشحة بقوسها و سهمها على متن جوادها. بهذه الطريقة تستعيد هويتها الحقيقية، وتلهم نساء جيلها.   

Twitter
Email
Facebook
LinkedIn
Pinterest