إقرأ أيضا

ما سر العلاقة بين الرياضة النسائية والرعاية والإعلام في مصر؟

أمست اليوم الرعاية الرياضية أمراً هاماً لتطور الرياضات، حيث تضاف إلى الموهبة والتدريبات، لتحقيق البطولات. من هنا بات من الضروري أن يحدث تغيّر في العلاقة بين الرعاة والعاملين في الحقل الرياضي في مصر، لتوفير الإمكانيات المادية في مختلف الألعاب الرياضية.

شركات الرعاية هل الفائدة متبادلة؟

اتجهت شركات مختلفة في السنوات العشر الأخيرة لرعاية بطلات مصريات. بعد أن تم تسليط الضوء عليهن لتحقيقهن ميداليات في ألعاب مختلفة. عن هذا تحدث محمد كمال نائب رئيس الاتحاد المصرى للريشة الطائرة لتاجة سبورت قائلاً: “تتجه الشركات دائماً لرعاية البطلات اللاتي يحققن ميداليات وبطولات بهدف الدعم المجتمعي للرياضة في مصر”.

فالشركات تحصل على مزايا من وراء تلك الرعاية، مثل خفض الضرائب كما تستطيع الشركات من خلال ذلك أن تسوق منتجاتها. لكن يعترض ذلك مشكلة حسب السيد كمال الذي يقول:  “تبقى آلية تنظيم وتوزيع أموال تلك الرعاية على اللاعبات في الألعاب المختلفة هي المشكلة الرئيسية والذي قد يؤدي إلى ظلم الكثير من اللاعبات”.

الدعم المجتمعي أمر مهم، لكن بالنسبة للشركات فلا تتلخص كل أهدافها بذلك فقط. وحسب النظرة الواقعية للسيد هيثم الملاح، نائب رئيس  إحدى شركات التسويق الرياضي فإن : “الهدف الرئيسي من رعاية البطلات ليس  الدعم المجتمعي فقط. فالهدف الأساسي من تأسيس الشراكة هو رعاية وإدارة الرياضات الفردية،  لتسويق اسم الراعي على أدوات ومستلزمات اللاعبات”.

مصادر الدعم المادي تبقى قليلة والمتاح منها غير موزع بشكل منظم وعادل على مختلف الرياضات.  هذا ما أوضحته البطلة البارالمبية المصرية شيماء سامي لاعبة الريشة الطائرة: “الإعلام دائما يركز على إنجاز البطلات اللاتي يحققن الميداليات، وهو ما يدفع الرعاة والمعلنين للاتجاه نحوهن فقط “. وحسب شيماء فإن الكثير من اللاعبات المؤهلات فنياً ومهارياً تفقدن فرص تحقيق بطولات وميداليات مختلفة، بسبب غياب الرعاة.

ما سر العلاقة بين الرياضة النسائية والرعاية والإعلام في مصر؟
الأولمبية المصرية شيماء سامي

معاناة تحقيق الميدالية

 بالنسبة لشيماء سامي تحقيق الميدالية  تسبقه الصعاب، وتوضح: “دائماً ما أقوم بكل الأدوار في أية بطولة أشارك بها: من اللاعبة والمدربة والإدارية المسؤولة عن كافة الإجراءات من حجز طيران وفندق إقامة وغيرها”. 

ندرة الدعم المادي القادم من الاتحاد، وتكلفِ اللاعبة بالأعباء السابقة تفقد اللاعبة التركيز في المنافسات. عن ذلك تذكر شيماء مثالاً: “مشاركتي ببطولة إسبانيا الدولية الأخيرة حدث لي موقف  محرج .  تعرض مضربي الوحيد للتلف فاضطررت إلى استعارة مضرب لاعبة أخرى بالبطولة”.

التكاليف العالية التي تتكبدها اللاعبات كبيرة وهذه أمور لا يتم الحديث عنها كثيراً، توضح البطلة البارالمبية: “أحتاج على الأقل مليون جنيه مصري (52,500دولار) كمصاريف سنوية لتحقيق ميدالية أو بطولة دولية. يصرف المبلغ على بنود عدة: تدريبات ومعسكرات، بطولات خارجية، أدوات، معد ومعالج نفسي، علاج طبيعي ومكملات غذائية”. ومن هنا تبرز ضرورة وجود الرعاية الإعلانية.

موارد مالية أخرى

يعتبر الدعم المالي الذي تقدمه وزارة الشباب والرياضة للاتحادات المختلفة مصدراً هاماً.  ذلك  ما أوضحه لنا محمد كمال نائب رئيس اتحاد الريشة الطائرة: “مصادر الدخل للاتحاد الرياضي تأتي من خلال الدعم المادي من وزارة الشباب والرياضة.  ويمثل أكثر من 80% من دخل الاتحاد، الباقي يأتي من مصادر أخرى كالاشتراكات السنوية ورسوم القيد للاعبات”. 

إلاّ أن هذه المصادر المالية قليلة مقارنة بما تحتاجه اللاعبات. يجيبنا السيد محمد كمال: “هنا يأتي دور مورد الرعاية المالي كطوق نجاة لمساعدة اللاعبات على تحقيق أهدافهن”.

ما سر العلاقة بين الرياضة النسائية والرعاية والإعلام في مصر؟
الأولمبية المصرية شيماء سامي

يوضح هيثم الملاح نائب رئيس  إحدى شركات التسويق  أن الهدف الرئيسي للمعلن هو الإعلام: “دائماً ما يطلب المعلن أن يكون هناك منافذ إعلامية متعددة يسوق من خلالها منتجه، ومن هنا تأتي  أهمية رعاية اللاعبات”. 

ونتيجة أن الضوء يسلط فقط على الإنجازات والميداليات، تخرج كثير من الرياضيات من دائرة  الضوء حسب السيد الملاح.  هنا يأتي دور الإعلام ليوسع تغطيته لتشمل الألعاب المختلفة مما يتيح للرياضيات فرصاً أكبر للحصول على المزيد من المعلنين، في ظل عدم كفاية الموارد القادمة من الاتحادات.

Twitter
Email
Facebook
LinkedIn
Pinterest