لم تختر جويس عزام أن تكون متسلقة جبال. “حصل ما حصل” وهي أول امرأة لبنانية وواحدة من النساء العربيات القلائل اللاتي اجتزن بنجاح تحدي القمم السبع (تسلق أعلى سبع جبال في العالم) ولقد مضى على بدايتها 16 عامًا وليست مستعدة للتوقف بعد …

وفق مسح أجرته مؤسسة تومسون رويترز، فإن سوريا تحتل المركز الثالث في تصنيف أخطر الدول على النساء في العالم. لذلك تصاعد عدد السوريات الممارسات للفنون القتالية المتنوعة بعد تغير مسار الأحداث واشتعال الحرب في البلاد،…
خمس ميداليات برونزية حصدها المغرب وفلسطين في منافسات بطولة العالم في رياضات الكيك بوكسينغ. البطولة التي جرت في إسطنبول التركية خلال الفترة 12 و15 ماي الحالي، شاركت فيها أكثر من 40 دولة بعدد لاعبين ولاعبات…
من كان منا يتخيل، قبل بضع سنوات، أن الأطفال الجالسين أمام شاشات التلفاز يلعبون الألعاب الإلكترونية وهم ممسكون بأجهزة تحكم، سيجنون المال من اللعب؟! ومن منا كان يتوقع أن لعبة FIFA أو PES وألعابا أخرى…
لأول مرة في تاريخ الرياضات البارالمبية، تم اختيار رياضية للانضمام للفريق البارالمبي للاجئين لخوض غمار دورة الألعاب البارالمبية. إنها علياء عيسى، التي تنافس في رياضة رمي الهراوة والتي تعاني من تلف في جزء من خلايا…
خطفت المدربة التونسية لكرة الطائرة ولاعبة نسور قرطاج السابقة، سامية النجار، الأضواء بعد أن أصبحت أول مدربة تتوج بلقب الدوري الكويتي لكرة الطائرة للسيدات في فئة دون 18 عاما مع ناديها سلوى الصباح، في أول…
بعد أكثر من سنة على ميلاد منصة تاجة، والتي نذرت جهودها لخدمة الرياضة النسائية في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، صادفنا عائقا من نوع آخر. خلال هذه المدة التي قضيناها في مقابلة المصادر البشرية من…
بدأت مغامرة جويس في عام 2005 عندما كانت طالبة في لبنان حيث كانت تمارس رياضة المشي مع الأصدقاء. ولطالما ساعدتها الرياضة في الحفاظ على صحتها العقلية في فترة عانت فيها من الاكتئاب والقلق أثناء دراستها للهندسة المعمارية. وفي مايو 2007، قررت جوي تسلق جبل لبنان (3088 مترًا) وكانت تلك هي نقطة انطلاق شغفها برياضة التسلق.
حدثتنا المتسلقة قائلةً “كان الأمر مثيرا فقد اضطررت لمواجهة مخاوفي، خاصة عندما كنت أتسلق الجبل وأتول مهمة تثبيت الحبال”. وتهوى جويس الرياضة بشكل عام وتقول في هذا الشأن “بدأت ركوب الدراجات وأنا أبلغ من العمر 24 سنة، حيث لم تسنح لي الفرصة بالقيام بذلك في سن أصغر بسبب الحرب الأهلية في لبنان. كنت أتنقل كثيرًا وعشت في ملاجئ ولهذا كانت ممارسة الرياضة أمرًا معقدًا بعض الشيء”. لكن الجبال هي أكثر ما تصبو إليه جويس “الجبال تلهمني. أشعر وكأنني فيها لوحدي مع نفسي. ”
بدايات جويس، متسلقة الجبال
واجهت جويس عددا من الصعوبات في بداية مسارها. كان عليها إتقان كيفية استخدام المعدات وكذلك قضاء ليالٍ قاسية في المخيمات تحت رحمة الطبيعة. فوضعت المتسلقة الشابة استراتيجية تسمح لها بالتأقلم في هذا المحيط. إذ بها كانت لا تستهل المغامرة إلا في جبال “أقل تقنية” ولفترات قصيرة.
استغرقني تسلق جبل إيفرست 57 يومًا و لم أستطع البدء مباشرة بمثل هذه القمة”. كان لا بد من التدرب على التسلق في لبنان ثم على جبال الألب. وتقول جويس مازحة “لقبي هو سلحفاة الجبل!” ثم تضيف ” أمضي ببطء، ولكن بثبات كما أنني أحمل معي حقيبتي على ظهري التي هي بمثابة منزلي وفي قلبي يسكن بلدي. أبدأ بخطوات صغيرة لاكتساب الخبرة واستخدامها لتحقيق أهداف أكبر! “.
“لم يكن تسلق جبل إيفرست سهلاً. لقد قضيت 57 يومًا هناك والبقاء بعيدًا عن الأشخاص الذين تحبهم ليس بالأمر السهل. ولكن عندما كنت هناك كنت أعيش في الوقت الحاضر وكنت أعلم أن كل لحظة هناك هدية من السماء”، تقول جويس عزام.
ومع ذلك لم يكن مشوار المتسلقة الشابة دائمًا بهذه البساطة. “عندما بدأت لم يكن يدعمني أحد ولطالما كانت تقول لي والدتي حين عودتي إلى المنزل “كوني فتاة” لأنني أعود مغطاة بالطين بعد التسلق. فبالنسبة لها كنت أفقد أنوثتي بالمغامرة في الطبيعة وبكل صدق، كان ذلك يؤلمني كثيرا ولم أكن أفهم لماذا لا يمكن لفتيات أن تمشين لمسافات طويلة أو تتسلقن الجبال؟ كان الأمر محبطا للغاية. ”
” أنا رابعة خمسة أشقاء وثالتنا أخي جورج الذي كان يدربني منذ أن كنت في الثالثة عشرة من عمري. شجعني على ممارسة الرياضة لأنني أعاني من اضطراب فرط الحركة ولذلك ساعدني في تقوية العضلات كما ساعدني كثيرًا معنويا. سمعت أشياء كثير جعلتني أبكي وأشك في نفسي. لكني ثابرت في التدريب لأنني لست بحاجة لإثبات أي شيء لأي شخص، فأنا أحقق حلمي “، تضيف جويس.
تغيرت عقلية العائلة عندما نجحت جويس في تسلق جبل إيفرست. إنهم الآن فخورون بها حتى أنهم شجعوا ابنة أختها على اتخاذ نفس المسار. “أستطيع أن أرى التغييرات في عيونهم وسلوكهم حينما يتحدثون إلى ابنة أختي يقولون لها أنها ستكون قوية وبطلة مثل خالتك جويس! حقاً تغيير جذري! ”
شرعت جويس في تحديها سنة 2012 حيث نجحت في تسلق أعلى سبع قمم في العالم المتمثلة في إيفرست وأكونكاجوا ودينالي وكليمنجارو وجبل فينسون وبونشاك جايا (أو جبل كوسيوسكو) وإلبروس.
في نهاية عام 2013 كانت قد تسلقت 3 قمم لكنها اضطرت إلى التوقف بعض الوقت من أجل استئناف دراستها. حيث تحصلت جويس على منحة دراسية من جامعة سابينزا في روما وأرادت التحصيل على الدكتوراه. “كان تحصلي على الدكتوراه جزءًا من أحلامي أيضًا. لذلك أخذت استراحة من مسيرتي في تسلق الجبال للدراسة ثم عدت إلى التسلق لما كنت أحضر أطروحتي في سنة 2017 “.
وفي غضون عامين، حققت جويس تحديها بتسلقها إيفرست في عام 2019. وتقول متسلقة الجبال اللبنانية إنها تعلمت الكثير من الأشياء التي ترغب الآن أن تنقلها الى غيرها: “لقد حققت حلمي والآن أريد أن ألهم الآخرين وأعتقد أن لدي مسؤولية تجاه الشباب اللبناني وأصدقائي وعائلتي”.
لا تزال متسلقة الجبال اللبنانية تخوض تحديات أخرى وتريد الآن تحقيق الإنجازات الأربع الكبرى للمستكشفين. وها هي المغامـرة التي بعدما وقفت على رأس القمم السبع تخطط الآن للوصول إلى القطب الشمالي والقطب الجنوبي. مع العلم أن هذا التحدي خاضته ثلاث نساء فقط حتى الآن: نرويجية وبريطانية وأمريكية وبذلك إذا نجحت جويس عزام في تحقيق هدفها، ستصبح أول امرأة عربية ورابع امرأة في العالم تحقق هذا الإنجاز.