إقرأ أيضا

السودان وحلم تأسيس منتخب وطني لكرة القدم سيدات

إنها أول امرأة تحصل على مقعد بمجلس إدارة اتحاد كرة القدم السوداني، بعد إضافة تعديل على النظام الأساسي للاتحاد سنة 2017. تفوقت على ثماني مرشحات أخريات في الانتخابات وكسبت مقعدا وحيدا قد يؤثر بالإيجاب على مسار كرة القدم النسوية في قادم الأعوام. لم يكن الأمر عسيرا عليها حين قررت تأسيس فريق عمل تطوعي لدعم كرة القدم النسائية سنة 2016. ورغم الصعوبات نجحت، وتم تنظيم بطولة لكرة القدم الخماسية سيدات في السنة نفسها وعلى أرض دولة السودان. في هذا الحوار، تفصح ميرفت حسين، عضو الاتحاد السوداني لكرة القدم، عن الكثير.

كيف ومتى انطلقت كرة القدم النسائية في السودان؟

انطلقت كرة القدم النسائية بالسودان بمبادرة من عدد من الشابات في مطلع الألفية الثانية. تكللت بتأسيس فريق التحدي بمدرسة “كامبوني” سنة 2001، وتابع نشاطه من دون توقف لحدود الآن، على الرغم من أنه كان الفريق النسائي الوحيد الممارس لفترة طويلة من الوقت.

في العام 2015، انضم فريق آخر للائحة الفرق النسائية بالسودان، وهو فريق المدفعجية لكرة القدم سيدات بقيادة عائشة محمد إبراهيم. بدوره فريق التحدي، كان على رأس هرمه التقني اللاعبة والمدربة سارة إدوارد.

قام الفريقان معا بمبادرات خاصة على الرغم من غياب أي نشاط رسمي تحت إشراف اتحاد كرة القدم السوداني. ويرجع ذلك إلى القيود التي واجهها الاتحاد حينها فلم يسمح بتنظيم نشاط كروي نسائي.

في العام 2016، قمت بمبادرة إنشاء فريق عمل تطوعي لدعم الكرة النسائية، استقطب عددا من الزميلات اللاتي يعملن في مجالات رياضية أخرى بعيدة عن كرة القدم، وخريجات كلية التربية الرياضية. وبدعم من الاتحاد السوداني لكرة القدم تمكنا من تنظيم بطولة للكرة الخماسية وبمشاركة ستة فرق للسيدات ثلاثة منهم فرق جامعية.

عام 2017، أضاف الاتحاد السوداني في نظامه الأساسي مقعدا مخصصا لامرأة تُنتخب. ترشحت للانتخابات ثماني سيدات وأنا كنت واحدة منهن، وقد كانت بيننا منافسة حادة على المقعد الوحيد الذي فزت به في النهاية.

في يناير/ كانون الثاني 2018، وبمباركة من مجلس الإدارة، تمكنا من إنشاء لجنة لكرة القدم النسائية والتي تتكون من جميع أعضاء فريق العمل التطوعي الذي أسسناه قبل سنتين من ذلك. وعكفت هذه اللجنة على وضع خطط وبرامج في محاولة منها لوضع أسس لتنظيم نشاط كروي للسيدات في السودان يشرف عليه الاتحاد السوداني لكرة القدم.

في نهاية العام نفسه، قمنا بتنظيم دورات تدريبية لعدد مهم من المدربات، وندوات عن الكرة النسائية وأهميتها. بعد ذلك، وفي منتصف العام 2019، أطلقنا خطة عمل أول دوري سوداني لكرة القدم للسيدات، بمشاركة 19 فريقا. ويلعب الدوري بنظام محدد وله بطل، وحاصل على مباركة من الاتحاد السوداني، والأفريقي والدولي لكرة القدم.

كيف استقبل المجتمع السوداني فكرة ومشهد لعب فتيات لكرة القدم؟

كأي فكرة جديدة تطرح في المجتمع، فهي تلقى القبول كما الرفض. إلا أن مشهد اللاعبات وهن يلعبن، وجد مساندة كبيرة من الأسر، على الرغم من ظهور بعض الأصوات التي رفضت الفكرة. لكن علا صوت دعم هذا النشاط، بتوافد آباء اللاعبات وأمهاتهن لأرضية الملعب لتشجيع ودعم بناتهم. لم تبخل بدورها، المنظمات التي تدعم المرأة والإعلام بمساندتها للفكرة. كما أن الدولة السودانية ممثلة في مجلس الوزراء ووزيرة الشباب والرياضة، كانت داعمة للمشروع.

هل الاتحاد السوداني يتعامل مع كرة القدم النسائية بنفس الجدية كما كرة القدم للرجال؟

الاتحاد السوداني لكرة القدم يتعامل بجدية أكبر مع كرة القدم النسائية مقارنة بكرة القدم الرجالية، باعتبار أنها وليدة زمن قصير وتحتاج إلى الدعم والمساندة حتى تحقق النجاح المطلوب. إنه يخصص لها كل الميزانيات التي ترده من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتصرف في كل ما يتعلق بالفرق واللاعبات. فاتحاد الكرة السوداني يتحمل كل أوجه صرف المستحقات المالية لتنظيم كرة القدم النسائية انطلاقا من توفير المعدات وانتهاء بتنقل الفرق، وتوفير سكن لهن في المدن التي تستضيف المباريات.

إن كل الخطط التي تقترحها لجنة كرة القدم النسائية، تلقى ترحابا من رئيس الاتحاد لكرة القدم ومن مجلس الإدارة كذلك، كي ننشر كرة القدم النسائية في كل أرجاء دولة السودان.

المنتخب السوداني لكرة القدم للسيدات
المنتخب السوداني لكرة القدم للسيدات

ما الأهداف تم وضعها على المدى القريب والبعيد لكرة القدم النسائية السودانية؟

تم تحقيق ثلاثة أرباع أهداف المدى القريب، وتتجلى في نشر ثقافة الكرة النسائية في بلادنا، وزيادة عدد اللاعبات الممارسات للعبة، وتنظيم بطولة دوري نسائي، وتأسيس منتخب السودان للسيدات.

أما الأهداف بعيدة المدى، فإننا نسعى إلى مشاركة الأندية والمنتخبات النسائية في بطولات خارجية. وقد نجحنا فعلا في تحقيق بعض منها. ففي صيف 2021 يشارك السودان في بطولة العرب للسيدات بالقاهرة، وفي بطولة سيكافا (شرق ووسط أفريقيا) في جيبوتي في نوفمبر تشرين الثاني المقبل، وفي بطولة سيكافا للأندية.

هل هناك اهتمام باللاعبات الناشئات؟ وما الذي وفره الاتحاد السوداني لكرة القدم لهن؟

إننا نشتغل على تفعيل المنتخبات حسب الفئات العمرية (تحت 23 و20 و17)، ونعمل لعقد شراكات مع وزارة التربية والتعليم لإدراج النشاط الكروي النسائي في البرنامج الرياضي لفتيات المدارس الابتدائية والثانوية. لذلك، دربنا 38 مدربة خصيصا لتدريب هذه الفئة من الفتيات صغيرات السن.

إننا نطمح لتطوير النشاط الكروي النسائي عبر إنشاء المزيد من مراكز البراعم والناشئات، والتي أسسنا ثلاثة منها في مدينة الخرطوم، ومركزين آخرين في مدينة كادوقلي، وآخر سيفتتح قريبا بمدينة الأبيض.

كيف تسعون للرقي بالأداء الفني لمنتخب السيدات؟

نحن بصدد تأسيس البنى التحتية لإنشاء منتخب وطني رسمي للسيدات لكرة القدم. ولاسيما بعد أن اخترنا قائمة أولية من اللاعبات المحترفات. علاوة على ذلك، نحن ننظر في مجموعة من السير الذاتية لمدربات مميزات، وقريبا سنسمي الجهاز الفني والطاقم الإداري الذي سيستلم زمام قيادة منتخب السيدات. وسيخوض هذا الأخير مباريات دولية ودية من أجل أن يصنف لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم، وبعدها سيتمكن من المشاركة في المنافسات الأفريقية والإقليمية القادمة.

Twitter
Email
Facebook
LinkedIn
Pinterest