إقرأ أيضا

الإعلام البديل للدفع بكرة القدم النسائية

أصبح الشبان والشابات يوظفون مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للرياضة النسائية في منطقة المينا. استنتجوا من معارك الحياة اليومية سيما في هذه المنطقة، أن عليهم القيام بفعل يخرج الجسم الرياضي النسائي من جموده الذي طال ولم يعد من الممكن تركه على حاله. لذلك، كانت وسائل التواصل الاجتماعي المأوى والفضاء الرقمي الذي مكنهم من إقناع فئات عريضة بجدوى قيامهم.
صفحة نجمات الكرة النسوية
صفحة نجمات الكرة النسوية

افتح حسابك على موقع فايسبوك، انقر على خانة البحث، واكتب “نجمات الكرة النسوية”. قد يرتسم على وجهك الذهول ولن تصدق لما تقع عيناك على رقم 60 ألف متابع لصفحة رياضية نسائية. ستزداد غرابتك، حين تعلم أن 64 في المائة من متابعي الصفحة ذكور. “هذا هو هدفنا تحديدا، إننا نرغب في أن ننشر ثقافة لا استغراب عند رؤية فتاة تمارس كرة القدم، يجب علينا المضي قدما”، يقول مؤسس الصفحة الفيسبوكية، الطالب المغربي سفيان تكديرت. 

اختمرت الفكرة أواسط سنة 2019، وشرع سفيان الذي يقطن بمدينة تارودانت الكائنة جنوب المغرب، في إنشاء صفحة على موقع الفايسبوك مهمتها الأساسية: التعريف بكرة القدم النسائية وبلاعباتها اللائي لم يكن يحضين بأي اهتمام إعلامي. “لم أكن راضيا عن التغطية الإعلامية التي تخصصها الصحافة للدوري النسائي، لقد كان الكل يركز على كرة القدم الرجالية”، يحكي المؤسس بأسف، مردفا، ” يجب أن تتماشى النهضة الكروية الرجالية مع نظيرتها النسائية، لذلك خلقنا هذه الصفحة”. 

“أتابع فرقا كروية نسائية عدة في منطقتنا، وألاحظ أن بعض اللاعبات موهوبات لكن لا أحد يعيرهن اهتماما”، يقول تكديرت. لاحظ طالب الحقوق بجامعة ابن زهر بأكادير المغربية، ذلك. ثم باشر في الترويج للاعبات موهوبات على صعيد المغرب والدول المغاربية وباقي دول المنطقة عبر الصفحة التي ازداد عدد معجبيها مع مرور الوقت. أكثر من نصف المتابعين مغاربة، وأكثر من 22 في المائة منهم من الجزائر، وحوالي 7٫5 تونسيين، و5 في المائة من مصر، و3٫5 في المائة من السودان. 

ارفع إبهامك، مرره على شاشة هاتفك الذكي، وتجول في الصفحة الفيسبوكية. سيروقك ما ستشاهد، وسترى لاعبات لم يسبق لك قط أن رأيتهن أو سمعت بهن ومن مختلف الدوريات الكروية في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط. فهذه صورة للاعبة من المغرب تمارس بقسم الهواة، وهذا منشور يخبر باقتراب المباراة النهائية للدوري السوري، وآخر للاعبة سودانية موهوبة صاعدة، ومنشور يحث الفتيات الرياضيات على الصبر والعمل بجهد لكسب الكتلة العضلية. “نرغب في تغطية كل الدوريات النسائية بمنطقة المينا، إلا أن الإمكانيات لا تسمح بذلك. مؤخرا، كانت على وشك أن تنظم لفريقنا مراسلة من سورية، إلا أن مشاغلها وضيق وقتها لم يسمح بذلك”، يقول تكاديرت والحسرة بادية عليه. 

إنهم ثلاثة أشخاص فقط، يسيرون وينشطون الصفحة في أوقات فراغهم. إضافة للمؤسس سفيان، هناك اللاعبة حليمة رائد، التي تلعب في صفوف حسنية المشور القصبة الممارس بقسم الهواة المغربي، واللاعبة سناء بزاري، التي تلعب ضمن فريق بني عمير الفقيه بنصالح الممارس في أندية قسم الهواة المغربي. الأخيرة، باشرت الاشتغال مع سفيان أواخر 2019، كانت الصفحة حينها قد كسبت ثقة 3000 معجب. “أشارك سفيان الحلم. سنعمل ما بوسعنا كي نساعد في تقدم كرة القدم النسائية، لن نكف عن السعي وراء هدفنا”، تفصح سناء التي تلعب كرة القدم منذ أكثر من خمس سنوات. 

“لقد عشت الإهمال وأنا لاعبة. لا أحد يكترث لنا إلا لماما على الرغم من كل الجهد الذي نضعه على أرضية الميدان، لذلك آن الأوان لنغير مصيرنا بأيدينا”، تقول سناء التي لا تهتم كثيرا بعدد متابعي الصفحة التي تسهر عليها، بقدر اهتمامها بحجم المنزلة التي أصبحوا يكنون في قلوبهم وعقولهم لرياضة كرة القدم النسائية. الجهد المبذول في محاولة تغيير العقليات بارز. والسعي وراء الرقي بالصفحة باد. فها هم قبل وضع منشور عن لاعبة موهوبة يتحرون عنها المعلومة الصحيحة، يستفسرون رئيس النادي أو لاعبة أخرى تعرفها. إنهم يحاولون قدر الإمكان تقديم منتج إخباري سليم بطريقتهم الخاصة، دون الوقوع في فخ الخبر الزائف.

هذه الشبكة من المصادر، يوظفونها في مرات عديدة لمساعدة اللاعبات كي يجدن فريقا يحتويهن. “العديدات قدمن لنا سيرتهن الذاتية، وساعدنا بعضهن في إيجاد فرق تضمهن. مهمتنا التنسيق بين رئيس النادي أو المدرب، واللاعبة. لا نتدخل فيما تبقى لأن ذلك ليس من اختصاصنا”، تصف حليمة رائد، التي التحقت بالصفحة بداية هذا العام، دورا آخر لصفحة “نجمات الرياضة النسوية”. 

Twitter
Email
Facebook
LinkedIn
Pinterest