إقرأ أيضا

الرياضة النسوية في قطر، نقلة نوعية في غضون عقدين

لم يكن عبور الرياضيات القطريات من الألفية السابقة للألفية الحالية عبورا زمنيا فحسب. بل كان يحمل في طياته تغيرات جذرية مست الحياة الرياضية النسائية التي ستبرز ملامحها بعد عشرين سنة. تطور مهم لعبت فيه لجنة رياضة المرأة القطرية، المؤسسة سنة 2000، دورا مهما.

بعد التفاتة دولة قطر للرياضة النسائية مطلع الألفية الحالية بإنشاء لجنة رياضة المرأة، بلغ عدد لاعبات كرة القدم حتى حدود سنة 2020، 455 لاعبة. أما في لعبة كرة السلة، فوصل العدد إلى 380 ممارسة بعدما لم يكن يتجاوز15 في سنة 2000. كذلك ارتفع عدد لاعبات كرة اليد من 35 لاعبة إلى 215 وعدد لاعبات الكرة الطائرة من 30 ممارسة إلى 266، وبلغ عدد لاعبات تنس الطاولة 170 لاعبة. 

“هدفنا الأساسي هو زيادة نسبة مشاركة السيدات في الرياضة بعد أنا كانت تمارس في حصص التربية البدنية (الرياضية) بالمدارس فقط”، تقول رئيسة لجنة رياضة المرأة القطرية، لولوة حسين المري، التي انتخبت سنة 2016 من طرف الجمعية العمومية، رئيسة للجنة خلفا لأحلام المانع. 

استطاعت اللجنة على مدار سنوات اشتغالها، إنشاء وتخصيص مراكز رياضية في مختلف الألعاب للسيدات. “إننا نعمل على خلق ثقافة رياضية خاصة بالرياضيات القطريات، ساعين بذلك صنع جيل واع بمفهوم الرياضة كأسلوب حياة”، تشرح رئيسة لجنة رياضة المرأة القطرية الموجودة ضمن الهيكل الرياضي التابع للجنة الأولمبية القطرية. 

سنوات بعد شروع لجنة رياضة المرأة القطرية في العمل، شاركت أربع لاعبات قطريات (كرة الطاولة، ألعاب القوى، الرماية والسباحة) في أولمبياد لندن سنة 2012. كما شاركت الرياضيات القطريات في دورة الألعاب الأسيوية التي أقيمت على أرض قطر سنة 2006، وفي دورة الألعاب العربية سنة 2011 والتي احتضنت فعالياتها دولة قطر، كذلك. 

هذه القفزة النوعية أعطت نفسا جديدا للرياضيات القطريات على الصعيد الإقليمي، وأهلت السيدات القطريات للتتويج بلقب الدورة الخامسة لرياضة المرأة بدول مجلس التعاون الخليجي التي أقيمت سنة 2017 بالعاصمة القطرية الدوحة. علاوة على ذلك، فازت سيدات كرة السلة بذهبية البطولة الخليجية التي احتضنتها دولة الكويت سنة 2019.

لم تقف السيدات القطريات عند هذا الحد فحسب، بل تجاوزنه لرياضات جديدة وفزن بميداليات أخرى. ففي سنة 2016 بالدوحة، فازت قطر بالميدالية الذهبية في كرة اليد لبطولة غرب آسيا. زيادة على ذلك، حصلت سيدات منتخب قطر للرماية، على لقب البطولة العربية الرابعة عشر للرماية التي أقيمت في دولة قطر سنة 2018. 

هذه الإنجازات، تبين أن “الحركية الرياضية النسائية في قطر عرفت قفزة نوعية بفضل دعم قيادتنا الرشيدة واهتمام كافة المعنيين بشؤون الرياضة. لذلك، تدعم لجنتنا البرنامج الأولمبي المدرسي في قطر، وبرنامج كن رياضيا، واليوم الرياضي للدولة، وبرامج إعداد المدربات والحكمات”، تقول لولوة المري في هذا الخصوص. 

الرياضة النسوية في قطر، نقلة نوعية في غضون عقدين

على الرغم مما حصدته الرياضة النسائية القطرية منذ تأسيس لجنة رياضة المرأة القطرية، إلا أن هناك طموحات إضافية تسعى اللجنة لبلوغها. حيث أصبحت المهمة الأولى للولوة المري وفريق عملها هي زيادة قاعدة ممارسة السيدات للرياضات، وتنظيم فعاليات رياضية في مختلف الألعاب الرياضية لتحقيق النتيجة المرجوة. 

ولتحقيق ذلك، تركز اللجنة، بالتعاون مع الاتحادات الرياضية، على جميع الرياضات الجماعية والفردية مثل كرة القدم وألعاب القوى والكرة الطائرة. فضلا عن تخصيص برامج للياقة البدنية التي تعرف إقبالا ملحوظا من جميع الفئات السنية. “نحن نركز على نشر الرياضة في المجتمع كما نهتم بمسألة الانفتاح على الرياضات الجديدة مثل لعبة “البادل” المنتشرة بشكل كبير في صفوف السيدات القطريات”، تقول رئيسة اللجنة. 

ما تزال أمام اللجنة عدة أهداف تطمح لتحقيقها على المدى المتوسط والبعيد، سيما بعد أن اقتنع المجتمع القطري بأهمية الرياضة النسائية. “باتت الأسر متقبلة ولا تمانع أن تمارس الفتاة الرياضة بفضل ثقتها في لجنة رياضة المرأة القطرية”، تحكي لولوة المري بفخر. 

هذا وتلوح في الأفق تحديات جديدة للجنة رياضة المرأة القطرية رفقة الاتحادات الرياضية. فدولة قطر تستعد، بعد تخفيف القيود المفروضة بسبب جائحة كورونا، لإطلاق بطولة الدوري العام للسيدات في مختلف الألعاب خلال الموسم الرياضي المقبل 2021-2022، وذلك بمشاركة كافة الأندية الرياضية. 

Twitter
Email
Facebook
LinkedIn
Pinterest