إقرأ أيضا

خمس نصائح للرياضيات المصابات بالسكري خلال شهر رمضان‎‎

مع حلول شهر رمضان، تكثر الأسئلة حول إمكانية صوم الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، وخصوصًا أولئك الذين يمارسون الرياضة بشكل منتظم. فهل يمكن للرياضيات اللواتي يعانين من مرض السكري ممارسة نشاطهن البدني خلال فترات الصيام؟

ما هي أنواع السكري؟

تقول رئيسة قسم الغدد الصماء والسكري في الجامعة الأمريكية في بيروت، الدكتورة منى نصر الله، في حديث خاص لتاجة سبورت: «ليس كل من يعاني من مرض السكري لا يمكنه الصيام، فهناك حالات يمكنها ذلك، إذا ما التزمت بالنصائح الطبية كما هي”.

تلفت الطبيبة نصر الله إلى أن الصوم في حالات السكري يمكن تقسيمها إلى ثلاث فئات. الأولى قليلة الخطورة، والثانية متوسطة الخطورة، والثالثة شديدة الخطورة. في الحالة الأولى يمكن الصيام، أما في الحالة الثانية فيفضل عدم الصوم، لكن يمكن الصوم طالما تم الالتزام بالتعليمات الطبية وتتم مراقبة نسبة السكر في الدم لديهم. أما الحالة الأخيرة فيمنع عليهم الصيام.

وتنوّه نصر الله إلى وجود نوعين من السكري نوع 1 ونوع 2، ويوجد فرق كبير بينهما. النوع الثاني وهو السكري الأكثر شيوعا في العالم وأغلب المرضى مصابون به، هو المرتبط بنمط الحياة غير السليم، والبدانة، وقلة الرياضة. الأخير يعالج بضرورة تنظيم نمط الحياة وتناول حبوب الأدوية، وقد يحتاج أحيانا إلى الإنسولين.

أما السكري من النوع الأول، والذي نسمّيه سكّري الأطفال، وهذا النوع ليس مرتبطًا بالبدانة ولا قلّة الحركة، ويصاب به صاحبه بسبب محاربة مناعة الجسم لخلايا البنكرياس التي تفرز الإنسولين. بالتالي يتوقّف البنكرياس عن إفراز الإنسولين، ويعالج بالإنسولين فقط ولا يوجد بديل آخر.

وتعلق نصر الله بالقول: في الماضي كنا نقول إن النوع الأول يُفَضَّل ألا يصوم، ولكن تبيّن من خلال الدراسات أنه رغم هذه النصائح فإن 50% من مرضى النوع الأول كانوا يصومون معظم الأوقات ولم يواجهوا أيّة إشكالات صحيّة. على هذا الأساس  تم تعديل النصائح وفق توجيهات DAR-Alliance  وأصبحنا ننظر إلى كل حالة على حدة، فإذا الشخص كان قادرا على ضبط السكر يستطيع أن يصوم، شرط أنه في حال حصل هبوط (مستوى السكر في الدم يكون تحت 70) أو حصل ارتفاع فوق 300 عليه أن يفطر.

نصائح للرياضيات المصابات بالسكري

وتقدّم الدكتورة نصر الله نصائح للرياضيات المصابات بالسكري أثناء ممارستهن للرياضة في شهر رمضان المبارك:

الأولى:

هناك عاملان يجب أن ننتبه لهما وهما السكر والماء، نستطيع إجراء الرياضة ولكن بشروط معينة.

الثانية:

  يفضّل ألا تتردب الرياضيات أول النهار لأنهن لن يستطعن شرب الماء، فيصبح هناك خطر إصابتهن بالجفاف وبهبوط بضغط الدم والشعور بالدوار. وهنا ينصح بإجراء الرياضة قبل الإفطار بقليل، أو بعد الإفطار.

الثالثة:

نشجع على المحافظة على الحركة خلال الصيام لكن لا نحبّذ أن يبدأ الشخص بنشاط رياضي خلال الصوم، فإذا كان جسدها معتادا على الرياضة، نشجعها بإكمال النشاط البدني. لكن نأخذ بعين الاعتبار الإجراءات الوقائية.

الرابعة:

يجب فحص السكر 7 مرّات خلال اليوم: قبل الإفطار، وبعد ساعتين من الإفطار، وقبل السحور، وعند الاستيقاظ صباحًا، وفي منتصف النهار وبعد الظهر، وفي المرّة السابعة إذا شعر المريض بارتفاع أو هبوط السكر لديه.  كل هذا لكي نتأكد من معدّل السكر في جميع الأوقات، لأنه من الممكن أن يرتفع ولا يشعر به الشخص. فإذا كان فوق 300 يرتفع يزيد التبول ونخاف من جفاف الجسد.

الخامسة:

يجب الانتباه إلى مرحلة ما بعد الإفطار، لأن الأشخاص سيتناولون كمية طعام كبيرة. نحن ننصح مرضى السكري أن لا يأخذوا الكثير من السكاكر على الإفطار وتجنب العصير، وإلا سيرتفع السكر دفعة واحدة، فيفضل أن يفطروا على خضار وعدس وبقوليّات ولبن ولحوم ونشويات مركبة. بالنسبة للسحور يفضل أن يأكلوا الحبوب والنشويات المركبة لأنها تبقى في الجسم أكثر، مثل اللحوم والأطعمة التي تتكسر ببطء وتحتوي على بروتين ودهون.

تؤكّد طبيبة السكري والغدد الصماء في الجامعة الأمريكية في بيروت، على ضرورة أن تدرس حالة كل مريض سكري على حدة. وعلى الرياضيات أن يستشرن طبيبهن ليقدم لهن النظام الأفضل لحالتهن، لكي يمارسن نشاطهن ويحافظن على لياقتهن، وبنفس الوقت يحافظن على الصيام الذي فيه منافع صحيّة للجسم.

Twitter
Email
Facebook
LinkedIn
Pinterest