إقرأ أيضا

أي دور لأخصائيي التغذية في المسار الرياضي؟

هل أنا في حاجة أخصائي تغذية يرافقني في مساري الرياضي؟! أريد أن أكسب عضلات، ماذا آكل؟ أرغب في إزالة الدهون، ماذا أتناول؟ إنها بعض من الأسئلة التي تطرحها عدد من الرياضيات المبتدئات والمحترفات، بعضهن يجدن جوابا لها، والبعض الآخر يبقى عالقا في دوامة التفكير. يلقى هذا النوع من القضايا إقبالا واسعا لدى النساء اللاتي أصبحن يمارسن الرياضة بكثافة وزاد عددهن أكثر من قبل.

ليلى، شابة مغربية في العشرينيات، بدأت تمارس رياضة الأيروبيك قبل فترة وجيزة. قررت الشروع في ممارسة هذه الرياضة لأنها ترغب في شد جسمها والتخلص من بعض الترهلات. تتمرن الفتاة لساعات كي تحصل على نتيجة سريعة وتحقق هدفها، لكنها لا تهتم مطلقا بأكلها، ولم تزر أخصائية تغذية منذ شروعها في ممارسة الرياضة، وفق كلامها. “لا أعتقد أن كمية ونوع الطعام مهم للرياضيات. المهم هو التمرن بجدية ولساعات طوال وتتبع تعليمات المدربة. هذا هو الأسلوب الذي أتبعه”، تنهي ليلى. 

أخصائية التغذية العلاجية وتغذية الرياضيين، الأردنية ولاء بدران، تؤكد أن وجود أخصائية التغذية في حياة السيدات الرياضيات، يمكنهن من الوصول إلى أعلى مستوى رياضي لهن. معتبرة، أن دورها أساسي وهو أشبه بالدور الذي تلعبه المدربة، وفق وصفها. تستطرد نفس المتحدثة : “التغذية المناسبة تساعد على الاستشفاء البدني، وعلى تحمل شدة التدريب وزيادة القوة والتحمل، وخلق تغيير في مكونات الجسم (دهون، عضلات…)”. 

 

أخصائية التغذية العلاجية وتغذية الرياضيين، الأردنية ولاء بدران

وتعرف عدد من الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إقبالا للسيدات على ممارسة الرياضة في السنين الأخيرة. ففي الإمارات، ومنذ تأسيس لجنة المرأة والرياضة سنة 2006، ازداد إقبال الإماراتيات والمقيمات على ممارسة الرياضة بنسبة 20 في المائة سنويا. بينما في السعودية، قامت الهيئة العامة للإحصاء، بمسح هم الأسر السعودية عام 2018 وخرجت بنتيجة مفادها، أن حوالي 2,94 في المائة من السعوديات، يمارسن الرياضة لأكثر من 150 دقيقة في الأسبوع. 

محترفات

لا يقع في مأزق الاستفسار الرياضيات المبتدئات فحسب، بل حتى المحترفات كذلك. تزامن إعداد هذا التقرير مع حلول شهر رمضان، ففي لبنان، اضطرت لاعبة منتخب لبنان النسائي لكرة القدم داخل الصالات، تغريد حمادة، إلى اتباع نظام غذائي خاص. الفريق الذي تنتسب إليه، أكاديمية بيروت، لم يغير من موعد التدريبات بسبب التنوع الديني، وحافظ عليها في توقيتها المعتاد بعد الظهر. “أخصائية التغذية ساعدتني كثيرا لأن رمضان يتطلب نظاما غذائيا خاصا للحفاظ على اللياقة البدنية وتجنب الإصابات”، تقول اللاعبة لمنصة تاجة سبورت. 

في نفس السياق، وتأكيدا لأهمية التغذية ووجود أخصائي تغذية، توضح أخصائية التغذية الأردنية، ولاء بدران قائلة:” لنشبه الجسم ببناية، والتدريب بالطوب. لتثبيت الطوب وجعله يتحمل تقلبات الطقس، وليبقى في مكانه ملتصقا وجعله أقوى مما هو عليه، يحتاج لأساسات قوية. وفي هذه الحالة، التغذية هي الأساس الذي يجعل السيدة الرياضية رياضية أفضل وأقوى وتحقق الفوز والنتائج الجيدة“. 

لاعبة منتخب لبنان النسائي لكرة القدم داخل الصالات، تغريد حمادة

بطلة أفريقيا في رياضة الملاكمة التايلاندية عام 2021، المغربية أميمة أبيدة، وعكس تغريد حمادة، لا تتعامل مع أخصائية تغذية منذ أن دخلت عالم الفنون القتالية قبل سنوات. تحاول أميمة، أن تحقق التوازن في مأكلها وتنام مبكرا، لكنها تتحسر على عدم وجود أخصائي تغذية رفقتها يوجهها ويخبرها بما يجب عليها القيام به خلال استعداداتها للبطولات المحلية والدولية. 

في هذا الخصوص، تقول ولاء بدران، إن الرياضات والمنافسة التي تشترط فئات الأوزان كالملاكمة التيلاندية، يكون لأخصائية التغذية الرياضية دور مهم لأنها تقف بجانب اللاعبة حتى تصل للوزن المطلوب بطرق آمنة. بالإضافة الى مساعدة السيدات الرياضيات على تصحيح المعلومات الغذائية، وتوفير معلومات علمية سليمة، والمحافظة على صحة الرياضيات خلال فترة السفر من التسمم الغذائي.

 

“أنا مدركة لدور أخصائية التغذية في حياة السيدة الرياضية المحترفة. لو كنت أتوفر على أخصائية تغذية لتحسن الأداء ولكانت النتائج أفضل مما هي عليه “، تقول أميمة أبيدة، بحسرة.

ومن بين أسباب ذلك حسب أخصائية التغذية، ولاء بدران، أن بعضاً من الفرق الرياضية لا تتوفر على الميزانية الكافية والدعم اللازم لتعيين أخصائي تغذية في الفريق. وهو نفس الأمر بالنسبة للاعبات اللواتي تقمن بدفع أجر الأخصائية من حسابهن الخاص “. مردفة، أن “سوء التثقيف بأهمية التغذية ودور أخصائية التغذية في تحسين الأداء الرياضي، عجل بظهور معلومات مغلوطة، وشجع على انتشار مفتين في الميدان”، تقول ولاء بدران محذرة.

 

Twitter
Email
Facebook
LinkedIn
Pinterest