إقرأ أيضا

إقصائيات أولمبياد باريس: المغرب ينتصر على تونس ذهابا (1-2 )

انتصر المنتخب المغربي لكرة القدم للسيدات على نظيره التونسي، بهدفين لواحد، في المباراة التي جمعتهما اليوم الجمعة في تونس، برسم ذهاب الدور الثالث (قبل الأخير) من التصفيات المؤهلة للألعاب الأولمبية باريس 2024، والمرتقبة في الفترة…

الأزمة الاقتصادية في لبنان تعصف بالرياضة النسائية

لطالما تميز لبنان بحضوره الرياضي، على المستويين العربي أو العالمي، محققاً نتائج مبهرة وإنجازات لافتة، فالشعب اللبناني بطبعه محب للرياضة، ومن لا يمارس الرياضة، فهو متابع للأحداث الرياضية بشغف ومتعة.
الرياضة النسائية اللبنانية

ما حصل في لبنان غيّر مجريات الأمور، الأزمة السياسيّة والاقتصادية والمالية التي عصفت بلبنان، أرخت بظلالها على كل القطاعات والرياضة، الأمر الذي أثّر سلبًا على كافّة الرياضات، أندية ومنتخبات، لاعبين ولاعبات، خاصة الرياضات النسائية.

عن هذا التقت منصة تاجة مع باسم محمد، المدير الفني للاتحاد اللبناني لكرة القدم، الذي أكد أن الوضع الاقتصادي الذي يواجه الأندية صعب جدًّا، لأن المصاريف التي تتكبّدها الأندية كبيرة، من أجور الملاعب والأجهزة الفنية إلى الأدوات والتجهيزات ومصاريف النقل.

 يضيف باسم محمد أن كلّ هذه الصعوبات أرخت بظلالها على الأندية، خاصة أن معظم مداخيل الكرة النسائية ناتجة عن مساعدة الاتحاد للأندية، وبعض المتمولين الذين يدفعون المصاريف اللازمة.

يضرب محمد مثالاً: فاليوم سعر أرخص كرة 15$، إن أردنا شراء عشرين كرة فنحن بحاجة إلى 300$، يعني بسعر صرف الليرة اللبنانية تصبح التكلفة 8 ملايين ليرة، وهذا رقم كبير جدًّا بالنسبة لنا، لا ننسى أسعار ثياب التمارين وثياب المباريات، التي ارتفعت تكاليفها أيضاً، إضافة لتكلفة النقل، في المباريات خارج الأرض، فأقل حافلة تكلّفنا 3 ملايين ليرة.

الأزمة الاقتصادية في لبنان تعصف بالرياضة النسائية

الاتحاد لم يقف مكتوف الأيدي حيال ما يحصل، فحاول التخفيف من الأعباء الماليّة على الأندية، مقدماً مساعداتٍ مادية، ومستمراً بدعمه لمن يحقق نتائج بمركز البطل لأي فئة، لتصل المكافأة لحدود 3000$، وأعفى الأندية من أجور الحكام والمراقبين، إلاّ أن الاتحاد استمر بتحمل أعباء النقل الإضافية للحكام الآتين من خارج المحافظة.

جائحة كورونا أيضاً شكلت عائقًا أمام النشاط الرياضي في المدارس، ما أثّر كثيرا على اللعبة، وفق ما أكّد محمد، الذي يقول في هذا الإطار: إن اللاعبات اللواتي نستقطبهن بعمر صغير يأتين من البطولات المدرسية، من أنشطة ما بعد الساعات المدرسية، إلاّ أن توقّف الرياضة لمدة سنتين، وتخفيف نشاطاتها الرياضية بسبب التكلفة المادية للتنقل، كل ذلك سيؤثر بالتأكيد سلبًا على اللاعبات، وعلى خلق جيل جديد لمن هنّ دون 12 أو 13 سنة.

الهجرة كانت إحدى النتائج السلبية للوضع الاقتصادي السيئ في لبنان، ما اضطر العديد من اللاعبات لهجرة لبنان مع عائلاتهن، خصوصًا ممن لديهن جنسية ثانية، يضيف محمد: بعضهن غادرن بعد حصولهن على منحة دراسية، ما أثّر على الأندية وعلى المنتخب، فمنتخب السيدات معظمه تحت 19 عامًا ومجموعة كبيرة منهن غادرن البلد، وهذا سيؤدي إلى نتائج سلبية على اللعبة واستمراريتها.

ارتفاع كلفة النقل والتنقل أدى إلى لجوء الأندية لاختيار لاعباته من البقعة الجغرافية ذاتها، بعد أن كانت تستقدم لاعبات من خارج المحافظة، ويلفت محمد في هذا السياق: تمارين المنتخب أصبحت تكلفنا أضعافًا مضاعفة، فلجأنا إلى تخصيص حافلة لكل محافظة لتنقل اللاعبات لكي نخفف أعباء التنقل، على المنتخب كما الأندية.

اليوم بعض الأندية تستوفي رسم اشتراك من قبل اللاعبين، هذا غير كلفة التنقل، وكل هذا على كاهل الأهل الذين يعانون اليوم من هذه الأزمة الخانقة، مما أدّى إلى عجز الأهل عن دفع هذه التكاليف، وفضّلوا ابتعاد بناتهم عن الأندية والفرق.

الدعم الدولي للّعبة

 يشير المدير الفني لمنتخب لبنان إلى أن الاتحادين الدولي الأسيوي يدعمان كرة القدم النسائية بمبلغ 50 ألف دولار تقريبًا، في محاولة لاستمرار اللعبة، إلا أنها مشروطة بلعب 4 مباريات دولية وديّة بالحد الأدنى في الموسم، لكن اليوم أي مباراة وديّة خارج لبنان كلفتها بين 15 و20 ألف دولار، وهذا يؤدي إلى صعوبة السفر، ويمكن أن يعتذر الاتحاد عن المباريات بسبب تكاليف السفر الكبيرة نسبة للمدخول.

الأزمة الاقتصادية في لبنان تعصف بالرياضة النسائية

غلاء المحروقات وقطع الطرقات في بعض الأحيان جراء الأزمات السياسية، أزمات أخرى تضاف إلى الوضع الرياضي، فيفضّل بعض الأهالي عدم إرسال بناتهم إلى التمرينات حفاظًا على سلامتهن، أو بسبب عدم قدرتهم على دفع تكاليف نقلهن، يقول محمد: بعض اللعبات تحضرن تمريناً واحدة وتلعب مباراة واحدة، في الوقت الذي ينبغي عليها أن تتمرن أربعة تمرينات لكل مباراة، وهذا سيترك أثرًا سلبيًّا على تطوّر اللاعبة.

باتيل سركيسيان بطلة لبنان في الملاكمة، نموذجٌ عن الرياضيّات اللبنانيّات اللواتي تأثّرن بالأزمة الاقتصادية، غادرت سركيسيان لبنان إلى تركيا، وتقول في حديثها لتاجة سبورت: اضطررت للهجرة من لبنان بسبب الأزمتين الاقتصادية والنقدية الحادّتين، وبعد مغادرتي للعمل وعدم قدرتي على تأمين البديل.

هجرة باتيل أثر كثيرًا عليها وهي التي كانت بطلة لبنان في الملاكمة، وتضيف قائلة: اليوم أنا في تركيا أعيش وأتدرّب وألعب هنا وفزت في تركيا في بطولة أكس فايتس أرينا، كان من المفترض أن أشارك في بطولة العالم في تركيا لأمثل لبنان، لكني لم أستطع لأني اضطررت للسفر.

تشير سركيسيان إلى متابعتها أخبار لبنان وتتأسّف للحالة التي وصل إليها، وتتمنّى أن تعود الأمور أفضل مم كانت عليه، لكي تزدهر الرياضة ومعها باقي القطاعات.

مجهود كبير يبذله الرياضيّون والرياضيّات في لبنان من أجل الصمود أمام الأزمة الاقتصاديّة الخانقة، ولا يتوانوا في تمثيله أفضل تمثيل لكي يبقى اسمه مرفوعًا بين الأمم، فلا خلاص للبنان إلا بهمّة أبناءه وجهودهم وإنجازاتهم.

Twitter
Email
Facebook
LinkedIn
Pinterest