إقرأ أيضا

الكرة الحديدية.. لعبة شعبية تنعش شغف المغربيات‎‎

نجحت في اقتحام لعبة لطالما كانت حكرا على الرجال. كسرت قوانين اللعبة من أجل بلوغ المبتغى في أن تكون بطلة في الكرة الحديدية ويسطع نجمها في العديد من المحافل الوطنية والدولية. إنها لاعبة الكرة الحديدية المغربية لطيفة أوعبا، صاحبة أول ناد نسوي للكرة الحديدية بالمغرب، والذي أسسته سنة 2017 بمدينة خنيفرة.

لاعبة زيانية كتبت اسمها في سجل البطلات العالميات

بالحديد والحب شقت لطيفة أوعبا، التي ازدادت سنة 1970 بمدينة خنيفرة، طريقها نحو النجومية. بدأت مسيرتها مع هذه الرياضة في سن 22 سنة، بعد دعوة الأميرة المغربية أمينة، التي تعتبر أول سيدة مارست الكرة الحديدية في المغرب، بطلب لنادي زيان للكرة الحديدية، من أجل استقطاب ممارسات لهذه اللعبة من أجل اللعب معهن. وكانت أولهن لطيفة ولاعبات أخريات.

سلكت لطيفة دربا طويلا منذ أن انتسبت بشكل رسمي إلى النادي الزياني، لتكون من النساء الأوائل الممارسات لهذه الرياضة في زمن كانت تلقب فيه بـ “لعبة المتقاعدين”. لطيفة، بصمت على مشاركات ناجحة محليا وانطلقت منها إلى حصد ميداليات إقليميا ودوليا.

وبعزيمتها على صعود منصات التتويج العالمية، أحرزت أوعبا ميدالية برونزية بكل من بطولة العالم بكندا وألعاب البحر الأبيض المتوسط بإسبانيا سنتي 2002 و2005 على التوالي. كما حصدت الميدالية الذهبية في كأس الأمم ببطولة العالم بفرنسا عام 2013، والميدالية الفضية بدورة تونس الدولية عام 2014، وغيرها من الألقاب.

أوعبا التي تناهض كل أشكال الإقصاء والتهميش، وجهت عبر منصة “تاجة سبورت” نداء إلى الجهات المختصة قائلة:”على المسؤولين عن هذه الرياضة أن يساهموا كل من موقع مسؤوليته في تشجيع المرأة الممارسة للعبة. عليهم خلق ملاعب وبنية تحتية مناسبة للعب، وتنظيم دوريات ومسابقات وبرامج خاصة بالنساء”.

إن النبش في المسار الرياضي للبطلة لطيفة أوعبا، والكشف عن حقائق وراء نجاح المرأة التي لقبت بـ “المرأة الحديدية”، يجعلنا نتساءل عن تاريخ هذه اللعبة وسر حب المغاربة لها؟

الكرة الحديدية.. لعبة شعبية تنعش شغف المغربيات‎‎

لعبة بتاريخ عريق

الكرة الحديدية أو ما يعرف بـ “البيتانك”، هي لعبة تنافسية تمارس بواسطة كرة حديدية، وتلعب على أرض منبسطة وملعب مستطيل.

ظهرت هذه اللعبة منذ عهد الفراعنة والإغريق ثم الرومان، حيث كانت تستعمل فيها آنذاك كرات من الطين والحجر والخشب. بعد ذلك أصبحت الكرات من الحديد بعد إدخالها إلى فرنسا من طرف جنود الرومان؛ يحكي المصطفى رحالي، الباحث المغربي في الكرة الحديدية.

لعبة الكرة الحديدية التي نشأت ببلدية “لاسيوتا” بمنطقة “بروفنس” جنوب فرنسا عام 1907 تحت اسم لعبة “البروفنسال”؛ وصلت إلى المغرب ما بين 1912 و1920. كان يمارسها بداية الأجانب من فرنسا فقط، قبل أن يتم تأسيس الجامعة الملكية المغربية للكرة الحديدية سنة 1956 لتنخرط بدورها في الجامعة الدولية سنة 1958.

هذه اللعبة الشعبية التي كانت تمارسها فئة واسعة من المتقاعدين آنذاك، باتت تلاقي اليوم رواجا لدى الشباب والشابات. إن هذا ما أكدته الإحصائيات التي أدلى بها الأستاذ الباحث رحالي لمنصة تاجة سبورت والتي تقول: “في حدود سنة 2021 تم تأسيس ما يقارب من 275 ناديا للكرة الحديدية يضم تقريبا 13000 لاعب ولاعبة بجل المدن المغربية. ومن بينهم تقريبا 400 شاب و300 شابة، بالإضافة إلى حوالي 50 شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة. وتتوزع هذه الأندية حسب 9 عصب منضوية تحت لواء الجامعة الملكية المغربية للكرة الحديدية”.

وبحسب رحالي، فإنه إلى حدود 2019 كانت تنظم بطولة وطنية واحدة تشمل الفئات الثلاثة كبار ذكور وسيدات وشبان. وابتداء من 2020 تقرر تنظيم بطولة خاصة بكل فئة، مما جعل أول نسخة لبطولة المغرب سيدات لموسم 2020-2021 بعصبة تادلة أم الربيع بمدينة الفقيه ابن صالح مميزة. حيث شاركت فيها 18 ثلاثية أي ما يعادل 54 لاعبة، وتوجت بفوز الثلاثي لطيفة أوعبا وكريمة غريز وهاجر زاي من نادي شباب أطلس خنيفرة.

Twitter
Email
Facebook
LinkedIn
Pinterest