إقرأ أيضا

إقصائيات أولمبياد باريس: المغرب ينتصر على تونس ذهابا (1-2 )

انتصر المنتخب المغربي لكرة القدم للسيدات على نظيره التونسي، بهدفين لواحد، في المباراة التي جمعتهما اليوم الجمعة في تونس، برسم ذهاب الدور الثالث (قبل الأخير) من التصفيات المؤهلة للألعاب الأولمبية باريس 2024، والمرتقبة في الفترة…

قصة المغربيات مع كرة القدم.. كيف بدأت وكيف أصبحت؟

أينما وليت وجهك في مدن الرباط ومراكش والدار البيضاء إلا وتجد في الأحياء ملاعب قرب معشوشبة لممارسة كرة القدم. أسبوعيا يلتحق عشرات الألاف من الأطفال، الشباب، والرجال بهذه الفضاءات المتمركزة في الأحياء الشعبية والمتوسطة خصوصا، للعب الكرة. مع حلول اليوم العالمي للرياضات النسائية الموافق ل 24 يناير، لاحظت منصة تاجة سبورت غياب العنصر النسائي عن ملاعب القرب لممارسة اللعبة الأكثر شعبية في العالم. ما أسباب ذلك، وما الذي يمنعهن من الخروج جماعات لممارسة معشوقتهن؟ وكيف كانت تمارس السيدات كرة القدم أواسط القرن الماضي؟

“لماما ما تأتي سيدات لمركزنا الرياضي لممارسة كرة القدم. في السنة الفارطة، جاء فريقان ولعبا مباراة لكرة القدم الخماسية لمدة ساعة من الزمن. في الحقيقة، لم يصدق باقي رواد مركزنا أعينهم، ومنهم من توقف وتابع بضع دقائق من المباراة “، تقول ليلى، المسؤولة عن الاستقبال في أحد ملاعب القرب الخاصة في مدينة القنيطرة الذي يشهد توافد العديد من الممارسين، مع عدد ضعيف من الممارسات.

السيدات في الأربعينيات والخمسينيات من العمر وهن عاشقات للعبة كرة القدم، وفق ليلى التي اجتمعت بهن وكلمتهن. تحكي عنهن المسؤولة عن المركز والابتسامة لا تفارق وجهها لأنها أعجبت بالخطوة التي أقدمن عليها. محاولتهن تلك لم تتكرر بعد ذلك، رغم أن سيدة فيهن تبتغي لم شملهن في أكثر من محاولة للعب الكرة مرة أخرى على ملعب معشوشب.

حاول طاقم منصة تاجة سبورت التواصل مع الرياضية التي تحاول تنظيم مباراة ثانية بين الفريقين. اعتذرت السيدة الأربعينية عن إجراء أي حوار صحفي بسبب طبيعة عملها، لكنها قالت إن جمع فريقين للعب كرة القدم الخماسية وأمام الملأ وعلى ملعب للقرب، ” أمر صعب للغاية “. لا يوجد ما يمنع المرأة من ممارسة كرة القدم بملاعب القرب بالمغرب، لكن ومن وجهة نظر نفس المتحدثة، “المرأة نفسها هي من تمنع ذاتها من ذلك”.

بمدينة مراكش وسط المغرب يحدث نفس الأمر. ” تغيب الفرق الكروية النسائية عن ملاعب القرب وسط هيمنة ذكورية. أشتغل في هذا المركز منذ ما يقرب خمس سنوات، ومرتين فقط قررت ست نساء اكتراء الملعب لخوض مباراة كروية. كان ذلك قبل حوالي أربع سنوات”، تروي لمنصة تاجة سبورت، زكية، مسؤولة الاستقبال في أحد ملاعب القرب المعروفة بمدينة مراكش. تضيف” أعتقد أن السبب يعود لضيق الوقت والتزاماتهن، أو لأنهن يجدن في ذلك عيبا”.

توجد في المغرب ملاعب للقرب تابعة للقطاع العام تسيرها المجالس البلدية للمدن عبر التدبير المفوض أو بأنواع أخرى من التسيير. علاوة على أن القطاع الخاص دخل على الخط في السنين الأخيرة، وأنشأ العديد من الملاعب في مختلف المدن بأثمنة تتراوح ما بين 1.5 دولار و4 دولارات للفرد الواحد في الفريق. ويمكن ممارسة عدة رياضات على هذه الأرضيات المعشوشبة بالعشب الاصطناعي أو الطبيعي، أو التي تمزج بينهما.

فناء المنزل ملعبا للكرة

أن تلعب سيدات هاويات كرة القدم على العشب كان قبل تسعينيات الأمر الماضي شيئا لا يصدق. كان المنتخب النسوي المغربي وبضع فرق محلية في فترات مختلفة من الموسم هي القادرة على ذلك. وكانت للمغربيات طرق معينة للتعبير عن حبهن للعبة ورغبتهن في ممارستها. فكيف كانت تفعل ذلك السيدات؟

كلم مراسل منصة تاجة سبورت العديد من السيدات المغربيات وكلهن أجمعن على حب كرة القدم وكل منهن بطريقتها الخاصة. خديجة، سيدة في الستينيات من العمر ومن مدينة الدار البيضاء، ثمنت فكرة لعب السيدات بدورهن على ملاعب القرب. تستذكر أنها كانت تلعب اللعبة في أواخر ستينيات القرن الماضي في الحي. “لعبتها على التراب والحجر مع أطفال الحي. وبعد أن أنجبت، لعبتها مع أطفالي، وبعد أن كبر أبنائي أجلس الآن بجوارهم وأشاهد المباريات، كان آخرها نصف نهائي كأس العالم بين المغرب وفرنسا “.

أما فاطمة، وهي سيدة من مراكش وفي أواخر الستينيات من العمر، لا تصدق أنه بإمكان السيدات الرياضيات لعب كرة القدم على أرض معشوشبة. بالنسبة لها، وهي التي لا تكف عن القهقهة وإطلاق النكتة، فإن ذلك كان ضربا من الخيال في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. “كنت ألعب حافية القدمين في فناء المنزل أنا ووالدتي. نتقاذف الكرة بالقدمين تارة، وطورا باليدين، كنا نستمتع بوقتنا لأبعد مدى. كان لنا عالم رياضي خاص بنا”، تنهي نفس المتكلمة، والتي كانت في صغرها تحلم بأن تكون بطلة رياضية.

سمية زرنيجي، سيدة في أواسط الخمسينيات، لعبت كرة القدم في الحي رغم أن والدتها ووالدها نهراها عن ذلك. “لعبنا على الإسمنت والتراب أنا وعدد كبير من الفتيات. لو أخبرتنا حينها عن أنه بإمكان الفتيات، بل حتى الأولاد، اللعب على ملعب عشبي لما صدقناك. الفضاء العشبي الذي كنا نعرفه ذلك الوقت هو الحديقة العمومية”. تستدرك سمية التي ما تزال مؤمنة بقدرة الرياضة على خلق التغيير، ” سأشرع في البحث عن سيدات كي نكون فريقا وننافس بعضنا ونتمرن في ملاعب القرب”، تقول ذلك بأمل.

فاطمة، وخديجة… بضع من سيدات المغرب الرياضيات السعيدات بتواجد ملاعب معشوشبة والتي بإمكان أي منهن وقتما شئن اللعب على أرضها. في نفس الوقت، تلزم جرأة كبيرة لتشكيل فرق نسوية بالأحياء لتواجه بعضها البعض، ولما لا تنظيم بطولات لفرق الأحياء النسائية ورصد مكافآت للفرق الفائزة كدوريات رمضان. ويبقى الغرض هو النهوض بكرة القدم النسائية لأبعد مستوى، واستغلال ملاعب القرب أحسن استغلال وجعلها في متناول السيدات والرجال معا.

Twitter
Email
Facebook
LinkedIn
Pinterest