إقرأ أيضا

هني ثلجية… من حارات بيت لحم إلى أروقة الفيفا

تعتبر هني ثلجية من أوائل ممارسات كرة القدم في فلسطين، هي التي دخلت العالم الكروي من بوابته الجامعية. كان ذلك ببيت لحم عام 2008. هي كذلك مؤسسة فريق ديار بيت لحم النادي الكروي النسوي الأول بفلسطين. إلا أن طموح بنت بيت لحم أخذها إلى أبعد من حدود بلادها لتصبح أول امرأة عربية تعين لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم حيث تعمل اليوم مسؤولة عن قسم الاتصالات.
هني ثلجية

في بداياتك لماذا اخترت كرة القدم على الرغم من أن الكل كان يقدمها على أنها لعبة رجالية؟

في البداية اخترت كرة القدم كتحدٍ. كنت أرى الأولاد يلعبون في الحارات القديمة لبيت لحم حيث تقطن عائلتي وأتساءل لماذا لا ألعب أنا كذلك. ولاسيما أن في الظروف التي كنا نعيشها كانت الكرة هي المتنفس الوحيد. مع الحرب والانتفاضة وظروف العائلة، حيث كنا خمسة أطفال مع الوالدين في غرفة واحدة. لذلك عندما كنت أعود من المدرسة كنت ألتحق بأصدقائي في الحارة لألعب معهم. وبدأت الانتقادات لكوني بنت. فأصبح التحدي أكبر بالنسبة إلي. لماذا لإخواني الحق في قضاء ساعات طويلة خارج البيت وأمنع أنا لكوني بنت. أنا كنت البنت الوحيدة لكن بالنسبة إلي هذه كرة ولا يهمني أن يكون من يمارسها بنت أو ولد. ولاسيما أنني كنت شاطرة في هذه اللعبة من هنا جاء إصراري.

سنوات بعد ذلك ستلتحقين بالفيفا. ما هي أوجه الشبه والاختلاف بين الغرب والعالم العربي في التعامل مع رياضة كرة القدم النسائية؟

الكرة النسوية على المستوى العالمي ظهرت في عشرينيات القرن الماضي. إلا أنه بعد الحرب العالمية الثانية تغير الموضوع. وتم إقرار ذكورية هذه اللعبة ولم نعد نرى نساء حتى السبعينيات في ألمانيا. أما الآن كرة القدم النسائية تطورت دوليا، وكأس العالم النسائية في فرنسا عام 2019 تابعها ما لا يقل عن مليار شخص. بيعت كل التذاكر، اهتمام للرعاة، للإعلام وهنا بدأ تغيير العقليات تجاه الرياضة. كرة القدم هي للجميع من دون اعتراف بالجنس أو الديانة أو الجنسية. وهناك تعبئة كبيرة من المنظمات الحقوقية للدفاع عن المساواة في الميدان الرياضي وهذا ما سمح ببداية تغيير العقليات في أوروبا. في الشرق الأوسط والدول المغاربية الاهتمام بالكرة النسوية حديث الظهور. مع تقطع أحيانا لسنوات. الفرق إذن يكمن في القوانين والسياسيات التي تتبناها الدول للدفع بالرياضات النسائية. الاتحاد الدولي يؤكد الآن على ضرورة وجود فرق نسائية لكرة القدم في تعامله مع الفدراليات الوطنية وعلى ضرورة تخصيص جزء من دعم الاتحاد لهذه الدول لكرة القدم النسائية. على سبيل المثال، خصصت الفيفا ميزانية لمساعدة الاتحادات الوطنية لمواجهة تداعيات كورونا. المبلغ المخصص لذلك هو حوالي 1.5 مليون دولار منها 500 ألف دولار مخصصة لكرة القدم النسائية. إذن من واجب الاتحادات العربية أن تغير المنظومات القائمة حاليا وتعطي فرصة للنساء وأنا أكيدة أن منتخباتهم النسائية ستحقق أكثر من نظيراتها الرجالية.

Twitter
Email
Facebook
LinkedIn
Pinterest