إقرأ أيضا

إقصائيات أولمبياد باريس: المغرب ينتصر على تونس ذهابا (1-2 )

انتصر المنتخب المغربي لكرة القدم للسيدات على نظيره التونسي، بهدفين لواحد، في المباراة التي جمعتهما اليوم الجمعة في تونس، برسم ذهاب الدور الثالث (قبل الأخير) من التصفيات المؤهلة للألعاب الأولمبية باريس 2024، والمرتقبة في الفترة…

فدوى فيدادي..”فراشة الماء” المغربية التي حولت مرضها إلى قصة نجاح في رياضة السباحة‎

تشهد الرياضة النسائية بالمغرب منذ عدة سنوات طفرة نوعية. استطاعت العديد من الفتيات المغربيات كسر حواجز العادات والتقاليد التي وقفت عائقا أمام حصولهن على حقوقهن، خاصةً الحق في ممارستهن للرياضة. وتعتبر «فدوى فيدادي” واحدة من هؤلاء الفتيات اللائي نجحن في احتراف رياضة السباحة والتألق في أحواض السباحة العالمية. فما هي قصة هذه البطلة المغربية؟
فدوى فيدادي.."فراشة الماء" المغربية التي حولت مرضها إلى قصة نجاح في رياضة السباحة‎

” لم يكن المرض يوما حاجزا لتحقيق ما نحلم به “.. بهذه الكلمات قاومت فدوى فيدادي داء السكري. على الرغم من أن المرض قد جردها من ممارسة العديد من الأنشطة إلا أن ذلك لم يمنعها من حلمها بأن تصبح واحدة من بين الرياضيات اللواتي مثلن المغرب في رياضة السباحة بمختلف المحافل الوطنية والدولية.

فدوى فيدادي، التي أبدعت في رياضة السباحة، استهلت مشوارها في هذه الرياضة قبل 19 سنة. كان عمرها في ذلك الوقت 3 سنوات ولم تكن تعرف حينها ماذا تريد أن تكون في هذه الحياة. ولأن والداها أستاذان للتربية البدنية، تخصص السباحة، قررا تسجيلها في دروس السباحة لتعلم أبجديات هذه الرياضة بنادي الكوكب المراكشي.

“لم أكن آنذاك أعرف هذه الرياضة، فقد كنت صغيرة جدا. لكن بفضل مدربي ووالديّ اللذين شجعاني على ممارستها والمشاركة في العديد من المنافسات تذوقت طعم المنافسة، وتغير شعوري قليلا فأصبحت أحب منافسة المتسابقين، وأحب الفوز حبا جما”، تقول السباحة المغربية فدوى فيدادي، التي شاركت مع الفريق الوطني المغربي في بطولة العالم للسباحة في بودابست سنة 2017.

فدوى فيدادي.."فراشة الماء" المغربية التي حولت مرضها إلى قصة نجاح في رياضة السباحة‎

“السباحة رياضة ذكورية”

وتحكي فدوى ذات 22 ربيعا لمنصة “تاجة سبور”، أن دخولها لعالم السباحة جر عليها العديد من التعليقات والانتقادات. كان هناك من يحثها على التوقف عن إضاعة وقتها في التدريب والمنافسة، بدعوى أن السباحة رياضة ذكورية وستؤثر على جسمها الذي سيبدو ذكوريًا مع الوقت. غير أن حبها للسباحة جعلها تتعلق بها أكثر وتعتبرها ملاذا وعلاجا لصحتها النفسية ومرضها المزمن ”السكري من النوع 1” الذي اكتشفته في سن 15 سنة.

وبالرغم من الصعوبات وتأثير المرض على مردودها أثناء التداريب والاحتياطات الواجب عليها اتخاذها كمراقبة نسبة السكر في الدم خلال التداريب وتجنب التوتر والتعب. تؤكد فدوى أن ذلك لم يمنعها من المضي قدما في تحقيق حلمها، والمشاركة في العديد من المنافسات الوطنية والدولية التي مكنتها من دخول بورصة التتويجات منذ سنة 2012.

السباحة المغربية شاركت في بطولة المغرب وفازت بلقب البطولة في مسافة 50 متر و100 متر سباحة حرة وسباحة الفراشة، فئة الصغار. وشاركت في بطولة العالم للسباحة في بودابست سنة 2017 وتوشحت بالذهب في منافسات كأس العرش للسباحة “فئة السيدات كبيرات” سنتي 2018 و2019 على التوالي.

كما نالت فدوى الملقبة بـ “فراشة الماء” سنة 2022، بطولة المغرب في مسافتي 50 متر سباحة الفراشة كبيرات ومسافة 100 سباحة حرة.  لتحقق ازدواجية ذهبية أغنت بها الخزينة الحمراء للكوكب المراكشي.

طموحات وتحديات

تطمح فدوى إلى إغناء مسارها الرياضي من خلال ممارستها لرياضة الكاراتيه ضمن نادي الكوكب المراكشي وكرة السلة ضمن فريق القاضي عياض بمراكش. إلا أن ارتباطها القوي برياضة السباحة جعلها تعطي أولوية كبرى لممارستها بغاية تحقيق مزيد من الألقاب.

فدوى فيدادي.."فراشة الماء" المغربية التي حولت مرضها إلى قصة نجاح في رياضة السباحة‎

فيدادي التي توجت سنة 2015 بطلة مئة متر سباحة على الصدر لكل الفئات العمرية ببطولة المغرب؛ أفلحت في اختيار الرياضة التي ترغب في ممارستها دون أن تكثرت للمرض والضغوطات المجتمعية. إنها تسعى اليوم إلى تحقيق هدفها الأكبر المتمثل في التأكيد على أن السباحة ليست حكرا على الذكور، وبأن ذلك لا يرتبط بسن محدد.

وأشارت إلى أنها تمكنت من الموازنة بين الرياضة والدراسة، إذ تخرجت من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بمراكش بميزة حسن، رغم الصعوبات التي واجهتها. لذلك فهي تنصح بقية الفتيات وخاصة المصابات بداء السكري بفعل ما يرغبن به وعدم الاستسلام للشفقة ونظرة الآخرين إليهن. فذلك بالنسبة لها هو السبيل الوحيد لتحقيق النجاح والمجد في أي رياضة أخرى سواء كانت السباحة أو غيرها.

ولن يقف طموح نجمة الكوكب المراكشي عند هذا الحد، فهي تبتغي نيل العديد من الجوائز الرياضية سواء على الصعيد المحلي أو الدولي. كما أن غرضها وغايتها الأولى هي تحفيز الفتيات على تعلم السباحة والتأكيد على أهمية مشاركة النساء في الأنشطة الرياضية الوطنية والدولية.

Twitter
Email
Facebook
LinkedIn
Pinterest