إقرأ أيضا

تاجة سبورت..كم من القصص الرياضية الملهمة

لم نكن نتخيل أن نصادف هذا الكم من القصص الملهمة للرياضيات، في العام الأول على إطلاق منصة تاجة سبورت. كانت دهشتنا كبيرة ونحن نرى شابات في مقتبل العمر، وسيدات في الأربعينات والخمسينات من عمرهن، وهن يتحدين عوائق متنوعة حسب طبيعة البلد ونظام الإدارة الرياضية فيه. صحيح أن المنصة خلقت لبعث الروح في الإعلام الرياضي النسائي، والدفع بالسيدات الرياضيات نحو الأمام، لكنهن بدورهن علمننا الصبر والمثابرة.

خلال هذه السنة التي كانت حبلى بالمنافسات الرياضية النسائية، والممتلئة بتحقيق الانتصارات. رأينا شجاعة لا مثيل لها لشابة رياضية حرمتها يد الإرهاب من أطرافها. تشبثت، لاعبة كرة الطاولة العراقية، نجلة عماد، بالرياضة، ولم تترك اليأس والحزن يسيطر عليها. قاومت الظروف القاسية التي يمر بها بلدها، ولم تتنكر له وحملت علمه في بارالمبياد طوكيو 2020.

تركتنا هذه القصص مشدوهين، وزلزلت كياننا وهزت عواطفنا. لا تختلف هذه الحكايات عما جرى للبرتغالي كريستيانو رونالدو في طفولته، والأرجنتيني ليونيل ميسي في صغره. إن الاختلاف يكمن في الإعلام التقليدي ومنصات التواصل الاجتماعي الحديثة التي تناقلتها بكثافة، وصيرتها مطروحة بحدة أمام الرأي العام العالمي. من دون مبالغة، حكاية بطلاتنا المنحدرات من شمال أفريقيا والشرق الأوسط، أقوى وأشد.

إحدى القصص، للمغربية فوزية القسيوي، حاملة فضية بارالمبياد طوكيو 2020 في دفع الجلة (ف 33)، والتي كانت تتدرب في حديقة عمومية. أجل، بينما كان الناس يسترخون تحت ظلال أشجار هذه الحديقة، والأطفال يلعبون على عشبها، والبستاني يشذب الشجر. كانت البطلة المغربية تتمرن بما توفر لها من معدات، وكانت توّاقة لتحقيق مجد كان قبل بضع سنوات بعيد المنال.

غاصت منصة تاجة سبورت في بحر الرياضة النسائية في منطقة “مينا”، وشرعت في البحث عن اللآلئ. كان الأمر في مستهله معقدا ولاسيما في غياب المصادر، لكن وبفضل شبكة مراسلينا، استطعنا الوصول إلى مخيم الزعتري على الحدود الأردنية-السورية، ونقلنا لكم مشهد إقبال اللاجئات السوريات على لعبة كرة القدم. وفي مصر، زرنا في القاعة الرياضية بطلة رفع الأثقال لقصيرات القامة، حنان فؤاد، التي دفعت قصار القامة المصريين لممارسة الرياضة.

وفي الجزائر، تابعنا ونحن نحبس الأنفاس تألق الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، في أولمبياد طوكيو 2020، وخاصة بعد مرورها لربع نهائي منافسات وزن 57-60 كلغ. خرجنا حيادنا الصحفي، وأصبحنا مشجعين، نتمنى تأهل الجزائرية على حساب منافستها الإيرلندية، سهرنا في تلك الليلة الأولمبية نتابع التفاصيل بدقة. لم توفق النجمة الجزائرية، لكنها أكدت لنا أن الملاكمات الجزائريات قادمات بقوة.

سهر طاقمنا الصحفي ليالي أولمبياد طوكيو لينقل لكم جديد لاعباتنا المشاركات، سواء بمقالات عن النتائج وعن اللاعبات، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بمنصة تاجة سبورت. ولم نكتف بهذا فحسب، بل واصلنا المغامرة ونقلنا لكم أولا بأول مجريات بارالمبياد طوكيو 2020، وبطولة العرب لكرة القدم للسيدات، وبطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم للسيدات، ودورة الألعاب البارالمبية الآسيوية للشابات لأقل من 20 سنة.

بالإضافة إلى ما سبق، كانت منصة تاجة سبورت أول منصة في المنطقة تنجز تقريرا مفصلا عن كأس أمم آسيا لكرة القدم للسيدات بالهند قبل انطلاقها. إنها أكثر منصة نقلا للأحداث الرياضية النسائية المحلية والوطنية لبلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط، سواء في البطولة العربية لرفع الأثقال للسيدات الأخيرة، أو في متابعة أول دوري نسائي لكرة القدم للسيدات في السعودية، والدوري السعودي لكرة السلة للسيدات.

لم ننس بطلاتنا الواعدات والناشئات، فشبكة مراسلينا تضع نصب أعينها هذه الفئة التي نادرا ما تبرز إعلاميا، لذلك قمنا بتغطية بطولة غرب آسيا لكرة القدم للواعدات 2022 في لبنان. من البلد نفسه، أعددنا تقريرا مصورا عن المبدعة في كرة السلة الصغيرة، سيرينا مزهر، التي خلقت جدلا واسعا بسبب موهبتها الفطرية في كرة السلة.  تاجة سبورت، لم تترك الرياضية الصغيرة ولا الكبيرة، ولا المحترفة ولا المبتدئة. إننا نعلم أن في كل ركن قصة تستحق أن تُروى.

ليس هناك حد للقصص الملهمة، وليست لها نهاية، طالما أن هناك أسبابا اقتصادية واجتماعية تؤدي إليها. أثبتت لنا هذه السنة، أن التألق والانتصار تستند إلى شدة المعاناة، رغم غياب مواكبة دورية ودعم مادي يخولهن تحقيق أحلامهن. أخذت تاجة سبورت على عاتقها مهمة المواكبة الإعلامية المستمرة لهن، على طريق المثابرة والتحدي. والغرض أن يكون التتويج بالذهب الحقيقة التي تنتظرهن في الاستحقاقات العالمية المقبلة، وأهمها أولمبياد باريس 2024.

Twitter
Email
Facebook
LinkedIn
Pinterest